أخر الاخبار

تصنيف المنتخب المغربي عالميا

كرة القدم هي رياضة شعبية ومحبوبة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المغرب، حيث يتابع الملايين من الجماهير مباريات المنتخب الوطني بشغف وفخر. ولقد أثبت المنتخب المغربي، الملقب بأسود الأطلس، قوته وجودته في السنوات الأخيرة، حيث حقق نتائج ممتازة على المستوى الإفريقي والعالمي. وفي هذا المقال، سنستعرض تصنيف المنتخب المغربي عالميا أو أبرز إنجازات المنتخب المغربي في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وسنحلل أسباب تقدمه وتحدياته في المستقبل.

تصنيف المنتخب المغربي عالميا
تصنيف المنتخب المغربي عالميا

التصنيف العالمي للفيفا: ما هو وكيف يحسب؟

التصنيف العالمي للفيفا هو نظام رسمي يستخدمه الاتحاد الدولي لكرة القدم لترتيب منتخبات كرة القدم الوطنية حسب أدائها في المباريات الرسمية والودية. يتم تحديث التصنيف كل شهر، ويعتمد على عدة عوامل مثل نتائج المباريات، وقوة المنافسين، وأهمية المنافسات، والتاريخ الزمني.

وفقا للطريقة الحالية لحساب التصنيف، التي تم اعتمادها في 2018، يحصل كل منتخب على عدد من النقاط بناء على معادلة رياضية تأخذ في الاعتبار العوامل التالية:

  • P: عدد النقاط التي يحصل عليها المنتخب من مباراة واحدة.
  • M: نتيجة المباراة (3 نقاط للفوز، نقطة واحدة للتعادل، صفر نقاط للخسارة).
  • I: أهمية المباراة (10 نقاط لكأس العالم، 7.5 نقاط لكأس القارات أو بطولات قارية، 5 نقاط لتصفيات كأس العالم أو كأس القارات أو بطولات قارية، 2.5 نقاط للمباريات الودية).
  • T: قوة المنافس (200 نقطة للمركز الأول في التصنيف، 199 نقطة للمركز الثاني، وهكذا حتى 50 نقطة للمركز 150 ومافوق).
  • C: قوة القارة (1.00 نقطة لأوروبا وأمريكا الجنوبية، 0.88 نقطة لأفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، 0.75 نقطة لأوقيانوسيا).

المعادلة هي: P = M x I x T x C


تصنيف المنتخب المغربي عالميا: إنجازات وإحصائيات

المنتخب المغربي هو أحد أبرز منتخبات كرة القدم في أفريقيا والعالم. فهو يضم لاعبين موهوبين ومحترفين في أفضل الأندية الأوروبية، ويلعب بأسلوب هجومي وجذاب. كما أنه يحظى بدعم كبير من جمهوره المخلص والشغوف.

ولقد شهد التصنيف العالمي للفيفا تغيرات كثيرة في مركز المنتخب المغربي على مر السنوات. ففي أول تصنيف صادر عام 1993، كان المنتخب المغربي في المركز الـ 29 عالميا، وهو أعلى مركز حققه في تاريخه. وفي عام 1998، بعد مشاركته في كأس العالم فرنسا، انخفض المنتخب المغربي إلى المركز الـ 40. وفي عام 2004، بعد فوزه بكأس الأمم الإفريقية، ارتفع المنتخب المغربي إلى المركز الـ 16. وفي عام 2010، بعد غيابه عن كأس العالم جنوب أفريقيا، هبط المنتخب المغربي إلى أدنى مركز له في تاريخه، وهو المركز الـ 95.

ولكن في السنوات الأخيرة، شهد المنتخب المغربي تحسنا ملحوظا في أدائه وتصنيفه. ففي عام 2017، تأهل المنتخب المغربي إلى كأس العالم روسيا 2018، بعد غياب دام 20 عاما. وفي عام 2019، حل المنتخب المغربي في المركز الثاني في كأس الأمم الإفريقية مصر 2019، بعد خسارته في النهائي أمام منتخب الجزائر بهدف نظيف. وفي عام 2021، تأهل المنتخب المغربي إلى كأس العالم قطر 2022، دون خسارة أو تعادل في تصفيات أفريقيا.

وفقا لآخر تصنيف صادر عن الفيفا في 21 شتنبر 2023، يحتل المنتخب المغربي المركز الـ 13 عالميا برصيد 1658.32 نقطة. وهذا يجعله أول منتخب إفريقي وعربي في التصنيف، متفوقا على منتخبات قوية مثل السنغال (المركز 14) وتونس (المركز 15) والجزائر (المركز 16) ومصر (المركز 17) على المستوى الإفريقي، وعلى منتخبات أخرى مثل قطر (المركز 18) والسعودية (المركز 19) والإمارات (المركز 20) على المستوى العربي.

وعلى المستوى العالمي، يتنافس المنتخب المغربي مع منتخبات كبرى مثل فرنسا (المركز الأول) والبرازيل (المركز الثاني) وإنجلترا (المركز الثالث) وإسبانيا (المركز الرابع).


تصنيف المنتخب المغربي عالميا: أسباب التقدم وتحديات المستقبل

ما هي العوامل التي ساهمت في تحسن أداء وتصنيف المنتخب المغربي عالميا في السنوات الأخيرة؟ وما هي التحديات التي تواجهه في مشاركته في كأس العالم قطر 2022؟

إن أحد أهم العوامل التي أثرت إيجابا على مستوى المنتخب المغربي هو التغيير الذي طرأ على الإدارة والجهاز الفني للمنتخب. ففي عام 2016، تولى الفرنسي هيرفي رونار مهمة تدريب المنتخب المغربي، بعد أن سبق له أن قاد منتخب زامبيا إلى الفوز بكأس الأمم الإفريقية عام 2012، ومنتخب كوت ديفوار إلى الفوز باللقب نفسه عام 2015. وقد نجح رونار في بناء فريق قوي ومتجانس، يضم لاعبين محليين ومغاربة من أصول أجنبية، يلعبون في أبرز الدوريات الأوروبية. كما قاد رونار المنتخب المغربي إلى التأهل إلى كأس العالم روسيا 2018، وكأس الأمم الإفريقية مصر 2019.

ولكن في عام 2019، قرر رونار الاستقالة من منصبه، بعد خروج المنتخب المغربي من دور الـ 16 في كأس الأمم الإفريقية، على يد منتخب بنين بضربات الترجيح. وخلفه في تدريب المنتخب المغربي المدرب الفرنسي وحيد خليلوزيتش، الذي سبق له أن درب منتخبات مثل كوت ديفوار والجزائر والبوسنة والهرسك. وقد استطاع خليلوزيتش أن يحافظ على نفس الروح والطموح لدى لاعبي المنتخب المغربي، وأن يضفي عليه لمساته الخاصة في التكتيك والإستراتيجية. وقد نجح خليلوزيتش في قيادة المنتخب المغربي إلى التأهل إلى كأس العالم قطر 2022، دون خسارة أو تعادل.

هذا إلى جانب ماقدمه المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي في كأس العالم قطر 2022 حيث لعب كل مبارياته بالعلامة الكاملة مما ساهم بشكل كبير في تحسين تصنيفه العالمي.

إلى جانب التغيرات في الإدارة والجهاز الفني، فإن هناك عوامل أخرى ساعدت في رفع مستوى المنتخب المغربي، مثل:

  • الانضباط: يتمتع لاعبو المنتخب المغربي بانضباط عالٍ داخل وخارج الملعب، حيث يلتزمون بالبرامج التدريبية والغذائية والنفسية التي يحددها الجهاز الفني. كما يتحلون بالروح الرياضية والاحترام للخصوم والحكام والجماهير. وهذا ينعكس إيجابا على أدائهم وصورتهم.
  • التجديد: يتسم المنتخب المغربي بالتجديد المستمر في صفوفه، حيث يضم لاعبين شباب وخبرة، يتنافسون على مراكزهم في التشكيلة الأساسية. كما يستفيد المنتخب المغربي من انضمام لاعبين مغاربة من أصول أجنبية، الذين يختارون تمثيل بلدهم الأصلي بدلا من بلدهم المضيف. وهذا يزيد من تنوع وثراء خيارات المدرب.
  • الثقة: يتميز لاعبو المنتخب المغربي بالثقة في قدراتهم وإمكاناتهم، حيث يلعبون بجرأة وإصرار، دون خوف أو تردد. كما يثقون في قرارات المدرب وفي تعاون زملائهم. وهذا يجعلهم قادرين على مواجهة أصعب الخصوم وأهم المنافسات.

إن تصنيف المنتخب المغربي عالميا يعكس تاريخه الحافل بالإنجازات والإحصائيات في كرة القدم. فهو منتخب يمثل بفخر وكرامة ألوان العلم المغربي، ويسعى دائما لتحقيق الأفضل في المحافل الدولية. وهو منتخب يستحق التقدير والاحترام من جميع المنافسين والمشجعين، لأنه يلعب بروح رياضية عالية وبمهارة فنية رائعة. وهو منتخب يحمل آمالا كبيرة لجيل جديد من اللاعبين والجماهير، الذين يطمحون إلى مزيد من التألق والتميز ما بعد  كأس العالم قطر 2022. فلندعم جميعا المنتخب المغربي، ولنشجعه بصوت واحد: إلى الأمام يا أسود الأطلس.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-