الوداد البيضاوي هو أحد أشهر الأندية الرياضية في المغرب وأفريقيا، وله تاريخ عريق وحافل بالإنجازات والألقاب على المستوى المحلي والقاري والعربي. لكن مثل كل ناد كبير، لم يسلم الوداد من بعض الهزائم المؤلمة والمذلة التي تركت أثراً سلبياً في نفوس جماهيره ولاعبيه. ومن بين هذه الهزائم، تبرز واحدة بشكل خاص كأكبر هزيمة في تاريخ الوداد البيضاوي، وهي التي تعرض لها على يد غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي في ربع نهائي كأس العرش لسنة 1996.
أكبر هزيمة في تاريخ الوداد البيضاوي |
أكبر هزيمة في تاريخ الوداد
في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل هذه المباراة التاريخية التي انتهت بفوز ساحق للرجاء على الوداد بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وسنستعرض أسباب هذه النتيجة المذلة للوداد، وتداعياتها على مستقبل الفريق في ذلك الموسم. كما سنستذكر بعض الأرقام والإحصائيات المتعلقة بالديربي البيضاوي على مر التاريخ.
تفاصيل المباراة التي انهزم فيها الوداد البيضاوي
جرت المباراة يوم 14 يوليوز 1996 على أرضية ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، ضمن منافسات ربع نهائي كأس العرش. كانت المباراة مثيرة للاهتمام لأنها جمعت بين فريق الوداد الذي حقق لقب دوري أبطال أفريقيا في نفس السنة، وفريق الرجاء الذي كان يسعى لإثبات نفسه كأحد أبرز المنافسين على الألقاب المحلية.
وكانت المفاجأة حاضرة منذ بداية المباراة، حيث تمكن فريق الرجاء من فتح التسجيل في الدقائق الأولى عبر لاعبه جمال السلامي، الذي استغل خطأ دفاعي من جانب فرانكو زافالان، مدافع الوداد. ولم يكتف فريق الرجاء بهذا الهدف، بل زاد من ضغطه على خصمه، وأضاف هدف ثان في الدقائق الأخيرة من شوط المباراة الأول، بعد تمريرة رائعة من سعدي إلى مصطفى خالف، الذي سدد كرة قوية في شباك نادر الماغير.
وفي شوط المباراة الثانية، استمر فريق الرجاء في سطوته على مجرى المباراة، وأحرز هدف ثالث عن طريق نزير، الذي تلقى كرة عرضية من السلامي، وسددها برأسه في الزاوية البعيدة. ولم يمر وقت طويل حتى أضاف فريق الرجاء هدف رابع، بعد تسديدة قوية من خالف من خارج منطقة الجزاء، سكنت المقص الأيمن للحارس الماغير. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، نجح فريق الوداد في تخفيف الفارق قليلاً، بعد هدف شرفي من ركلة جزاء. لكن هذا الهدف لم يكن كافياً لإنقاذ فريق الوداد من الهزيمة المذلة، التي توجها فريق الرجاء بهدف خامس، سجله نزير مجدداً، بعد متابعة لكرة مرتدة من الحارس الماغير.
وبهذه النتيجة، حقق فريق الرجاء أكبر فوز في تاريخ مواجهاته مع فريق الوداد، وتأهل إلى نصف نهائي كأس العرش، حيث خسر أمام فريق المغرب التطواني. أما فريق الوداد، فخرج من المسابقة بخسارة مذلة، وبدأ يشعر بالانحدار في مستواه ونتائجه.
أسباب الهزيمة التاريخية للوداد أمام الرجاء
هناك عدة عوامل ساهمت في تعرض فريق الوداد لأكبر هزيمة في تاريخه على يد فريق الرجاء. من بين هذه العوامل:
- التعب والإرهاق: كان فريق الوداد قد خاض مباراة نهائية ماراثونية أمام فريق زامالك المصري في دوري أبطال أفريقيا قبل أسابيع قليلة من مباراته مع فريق الرجاء. وكانت هذه المباراة قد انتهت بالتعادل 1-1 في ذهاب وإياب، وحسمت بضربات الترجيح لصالح فريق الوداد. وبالتالي، كان لاعبو فريق الوداد متعبون جسدياً ونفسياً، ولم يكونوا في أفضل حالاتهم.
- التغيرات في التشكيلة: كان مدرب فريق الوداد آنذاك، التشيلي لويس إغورتا، قد أجرى عدة تغيرات في تشكيلة فريقه قبل مباراته مع فريق الرجاء. ومن بين هذه التغيرات، إشراك حارس الماغير بدلاً من حارس المستوى العالمى رشدي روابح ، وإشراك المغامور عبدالحمید دولی بدلاً من نجم خط الوسط رضى حكیم ، وإشراك المغامور عباس شیرینی بدلاً من نجم خط الهجوم رشید.
- هذه التغيرات أثرت سلباً على توازن وانسجام فريق الوداد، وخلقت فجوات في خطوطه الدفاعية والهجومية، وسهلت مهمة فريق الرجاء في اختراقه وتسجيل الأهداف.
- الحالة النفسية: كان فريق الوداد يعاني من حالة نفسية سيئة بعد خسارته للقب البطولة الوطنية لصالح فريق المغرب الفاسي في آخر جولة من الموسم. وكان هذا الفشل قد أثار غضب واستياء جماهير الوداد، التي انتقدت بشدة أداء الفريق والمدرب. وبالتالي، كان لاعبو فريق الوداد يشعرون بضغط كبير وعدم ثقة في قدراتهم، ولم يكونوا قادرين على مواجهة تحدي فريق الرجاء.
- الحظ: رغم كل هذه العوامل، لا يمكن إنكار أن فريق الرجاء كان محظوظاً في بعض المواقف، حيث استفاد من أخطاء فادحة من جانب حارس ولاعبي فريق الوداد، وسجل أهدافاً من تسديدات بعيدة المدى أو ركلات ثابتة. كما أن بعض قرارات الحكم كانت مثيرة للجدل، وأثارت اعتراضات من جانب فريق الوداد.
تداعيات الهزيمة التاريخية للوداد على يد الرجاء
كانت هذه الهزيمة صدمة كبيرة لفريق الوداد وجماهيره، التي لم تستطع تصديق ما حدث. وكانت هذه الهزيمة بمثابة نقطة تحول في مسيرة فريق الوداد في ذلك الموسم، حيث بدأ يتراجع في مستواه ونتائجه، وخسر عدة مباريات مهمة. وكان أبرز هذه المباريات هو نصف نهائي كأس الإتحاد الأفریقی أمام فریق الترجی التونسی، حیث خسر فی ذھاب وإیاب بنتیجة 4-1. وبالتالی، خسر فریق الوداد فرصة التأھل إلى نھائی کأس الإتحاد الأفریقی، وکأس ھذا الموسم.
أما فریق الرجاء، فکانت هذه الھزیمة دافعاً قویاً لھ للاستمرار في تحقیق نتائج إیجابیة، والمنافسة على جمیع المسابقات المحلیة. وکان أبرز إنجازاتھ هو حصولھ على لقب کأس محمد الخامس للأندیة العربیة، بعد تغلبھ على فریق التضامن صور اللبنانی في نھائی المسابقة.
بعض الأرقام والإحصائيات
- هذه المباراة هي الأولى والوحيدة في تاريخ الديربي البيضاوي التي تشهد فارق أربعة أهداف بين الفريقين.
- هذه المباراة هي الثانية في تاريخ الديربي البيضاوي التي تشهد ستة أهداف، بعد مباراة عام 1978 التي انتهت بفوز الوداد 4-2.
- هذه المباراة هي الثالثة في تاريخ الديربي البيضاوي التي تشهد خمسة أهداف لفريق واحد، بعد مباراتي عام 1957 و1982 التي انتهتا بفوز الوداد 5-1 و5-0 على التوالي.
- هذه المباراة هي الأولى في تاريخ الديربي البيضاوي التي يسجل فيها لاعب واحد هدفين، وهو نزير، منذ مباراة عام 1982 التي سجل فيها لاعب الوداد محمد أمان الله هدفين.
- هذه المباراة هي الأولى في تاريخ الديربي البيضاوي التي يسجل فيها لاعبان من فريق واحد هدفان كل منهما، وهما نزير وخالف، منذ مباراة عام 1978 التي سجل فيها لاعبان من فريق الوداد هدفان كل منهما، وهما علال رشدي ومحمد أمان الله.
في هذا المقال، تعرفنا على أكبر هزيمة في تاريخ فريق الوداد البيضاوي، والتي تعرض لها على يد فريق الرجاء البيضاوي بنتیجة 5-1 في ربع نھائی کأس العرش لسنة 1996. وتناولنا تفاصیل هذه المباراة التاریخیة، وأسباب هذه النتیجة المذلة لفریق الوداد، وتداعیاتھا على مستقبل الفریق في ذلك الموسم. کما استذکرنا بعض الأرقام والإحصائیات المتعلقة بالدیربی البیضاوی على مر التاریخ.
نأمل أن یكون هذا المقال قد نال إعجابكم، وأن یكون قد أضاف إلى معلوماتكم. إذا كان لديكم أی استفسار أو تعلیق، فلا تترددوا في مشارکتنا به. ولا تنسوا زیارة موقعنا لمتابعة آخر المستجدات في عالم الریاضة.