تشيلسي هو نادي كرة قدم إنجليزي ينتمي إلى مدينة لندن، ويعتبر من أبرز الأندية الأوروبية في القرن الحادي والعشرين. حقق تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا مرتين في تاريخه، في عامي 2012 و2021. وفي هذا المقال، على موقعنا البعيادي سنستعرض مسيرة تشيلسي في هذه البطولة العريقة، وكيف تمكن من الوصول إلى القمة مرتين.
عدد ألقاب تشيلسي في دوري أبطال أوروبا النادي توج بطلا للمرة الثانية في تاريخه |
بداية تشيلسي في دوري أبطال أوروبا
تشيلسي لم يكن من المشاركين الأوائل في دوري أبطال أوروبا، فلم يظهر في هذه المسابقة إلا في عام 1999، بعد أن حصل على المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي مشاركته الأولى، خرج تشيلسي من دور المجموعات بعد أن احتل المركز الثالث خلف برشلونة وميلان. وفي المواسم التالية، تحسن أداء تشيلسي تدريجياً، ووصل إلى ربع النهائي في عام 2000، وإلى نصف النهائي في عام 2004.
التغيير الكبير في تشيلسي
في عام 2005، شهد تشيلسي تغييراً كبيراً في تاريخه، حيث اشترى النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، وأصبح من أغنى الأندية في العالم. كما جاء المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو لقيادة الفريق، وأحضر معه لاعبين من طراز عالمي مثل دروغبا وتيري ولامبارد وروبن. بفضل هذه التغيرات، حقق تشيلسي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ 50 عاماً، وكان قريباً من حصد لقب دوري أبطال أوروبا أيضاً. وصل تشيلسي إلى نصف النهائي مجدداً في عام 2005، وكان على بعد خطوة من التأهل إلى النهائي، لولا هدف رائع من لويس غارسيا³ لصالح ليفربول. وفي عام 2007، كان تشيلسي مرة أخرى في نصف النهائي، ومرة أخرى كان خصمه ليفربول. وفي هذه المرة، كان التعادل الإجمالي 1-1، واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت لليفربول بنتيجة 4-1.
الوصول إلى نهائي 2005 و2007
وبعد هذه الخيبات المتتالية، غادر مورينهو تشيلسي في عام 2007، وتعاقب على تدريب الفريق عدة مدربين مثل غرانت وسكولاري وهيدينك وأنشيلوتي. وفي عام 2009، كان تشيلسي قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى النهائي مجدداً، لولا قرارات تحكيمية مثيرة للجدل في مباراة الإياب ضد برشلونة في ستامفورد بريدج. انتهت المباراة بالتعادل 1-1، وسجل إينيستا هدف التأهل لبرشلونة في الوقت بدل الضائع. وفي عام 2010، حقق تشيلسي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة في تاريخه، لكنه خرج من دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا على يد إنتر ميلان، الذي كان يقوده مورينهو.
تشيلسي يحقق إنجازاً تاريخياً ويعبر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا
في عام 2011، تولى المدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواس قيادة تشيلسي، لكنه لم يستطع تحقيق نتائج جيدة مع الفريق، وأقيل من منصبه في مارس 2012. خلفه مساعده روبرتو دي ماتيو، الذي كان لاعباً سابقاً في تشيلسي. ومع دي ماتيو، بدأ تشيلسي رحلة تاريخية في دوري أبطال أوروبا. ففي دور الـ16، تغلب تشيلسي على نابولي الإيطالي بمجموع 5-4، بعد أن خسر ذهاباً 1-3 وفاز إياباً 4-1 بعد التمديد. وفي دور ربع النهائي، واجه تشيلسي بنفيكا البرتغالي، وتفوق عليه بمجموع 3-1، بعد أن فاز ذهاباً 1-0 وإياباً 2-1. وفي دور نصف النهائي، كان خصم تشيلسي هو برشلونة، حامل اللقب. وفي مباراة الذهاب في ستامفورد بريدج، انتصر تشيلسي بهدف نظيف سجله دروغبا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. وفي مباراة الإياب في كامب نو، تقدم برشلونة بهدفين مبكرين سجلهما بوسكيتس وميسي، لكن راميريس قلص الفارق لتشيلسي بطريقة رائعة قبل نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، أضاع ميسي ركلة جزاء لبرشلونة، وأخرج تيري من المباراة بالبطاقة الحمراء لتشيلسي. وبالرغم من النقص العددي، تمكن تشيلسي من التصدي لهجمات برشلونة، وسجل هدف التأهل في الوقت بدل الضائع عبر توريس، ليرفع النتيجة إلى التعادل 2-2.
الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 2012
وبذلك، تأهل تشيلسي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، وكان منافسه بايرن ميونخ، صاحب الأرض والجمهور. وفي المباراة النهائية التي أقيمت في ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ، افتتح بايرن ميونخ التسجيل عبر توماس مولر في الدقيقة 83. لكن تشيلسي رد بسرعة عبر دروغبا، الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة 88 من رأسية قوية. وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، وانتقلت المباراة إلى التمديد. وفي دور التمديد، أضاع روبن ركلة جزاء لبايرن ميونيخ، ولم يستطع أي من الفريقين تغيير النتيجة. وبالتالي، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي كانت مثيرة للغاية. افتتح لامبارد التسجيل لتشيلسي، وأضاع غوميز الركلة الأولى لبايرن ميونيخ. ثم سجل نوير وماتا ركلتيهما، وأضاع أوزيل ودافيد لويز ركلتيهما. وفي الركلة الخامسة، سجل شفاينشتايغر لبايرن ميونيخ، وأصبح على دروغبا تحمل مسؤولية تعادل تشيلسي. وبكل هدوء وثقة، سدد دروغبا ركلته بنجاح، وأرسل المباراة إلى الركلات المتقابلة. وفي الركلات المتقابلة، تصدى تشيك لركلة أوليتش، وسجل كول لتشيلسي. ثم سجل نوير لبايرن ميونيخ، وأضاع توريس لتشيلسي. وفي الركلة الأخيرة، سدد شفاينشتايغر بقوة، لكن تشيك تمكن من لمس الكرة بأطراف أصابعه، وأبعدها عن المرمى. وبذلك، أصبح على دروغبا مجدداً تحديد مصير تشيلسي. ومثلما فعل في الركلة الخامسة، سجل دروغبا هدف الفوز لتشيلسي ببراعة، وأعطى فريقه لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.
وبعد هذا الإنجاز التاريخي، غادر دروغبا ودي ماتيو تشيلسي في نهاية الموسم. وفي دوري أبطال أوروبا لموسم 2012-2013، شارك تشيلسي كحامل للقب، لكنه لم يتمكن من الدفاع عنه بنجاح. ففي دور المجموعات، احتل تشيلسي المركز الثالث خلف يوفنتوس وشاختار دونيتسك، وانزلق إلى الدوري الأوروبي. وفي الدوري الأوروبي، تألق تشيلسي ووصل إلى النهائي، حيث تغلب على بنفيكا بهدف نظيف سجله إيفانوفيتش في الوقت بدل الضائع. وبذلك، أصبح تشيلسي أول نادٍ إنجليزي يحمل لقب دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي في نفس الموسم.
العودة إلى القمة 2021
في المواسم التالية، استمر تشيلسي في المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكنه لم يتمكن من تحقيق نتائج مشرفة. ففي موسم 2013-2014، خرج تشيلسي من نصف النهائي على يد أتلتيكو مدريد. وفي موسم 2014-2015، خرج تشيلسي من دور الـ16 على يد باريس سان جيرمان. وفي موسم 2015-2016، خرج تشيلسي من دور المجموعات بعد أن احتل المركز الثالث خلف روما وأتلتيكو مدريد. وفي موسم 2016-2017، لم يشارك تشيلسي في البطولة الأوروبية بعد أن احتل المركز العاشر في الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي موسم 2017-2018، عاد تشيلسي إلى دوري أبطال أوروبا، لكنه خرج من دور الـ16 مجددا على يد برشلونة. وفي موسم 2018-2019، انضم تشيلسي إلى الدوري الأوروبي بعد أن احتل المركز الخامس في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتوج باللقب على حساب آرسنال في النهائي. وفي موسم 2019-2020، خرج تشيلسي من دور الـ16 للمرة الثالثة على التوالي على يد بايرن ميونخ. وفي موسم 2020-2021، حقق تشيلسي إنجازا تاريخيا بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه على حساب مانشستر سيتي في النهائي.
وهكذا، حقق تشيلسي إنجازاً تاريخياً، وأصبح أول نادي إنجليزي يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعد ركلات الترجيح. وكان هذا اللقب ثمرة جهد وعزيمة وروح جماعية عالية من لاعبي تشيلسي، الذين تغلبوا على كل الصعاب والتحديات التي واجهتهم في مشوارهم الأوروبي. وكان دروغبا نجم المباراة النهائية، حيث سجل هدف التعادل وركلة الفوز، وأنهى مسيرته مع تشيلسي بأفضل طريقة ممكنة. وبعد المباراة، احتفل لاعبو تشيلسي باللقب مع جماهيرهم الغفيرة، التي رافقتهم في كل خطوة من رحلتهم الرائعة. وأصبح تشيلسي بذلك أول نادي إنجليزي يحصد لقب دوري أبطال أوروبا مرتين في تاريخه، في عامي 2012 و2021.