الوداد الرياضي هو أحد أشهر الأندية الرياضية في المغرب وأفريقيا. يلعب في الدوري المغربي الممتاز ويمتلك رصيدا غنيا من الألقاب المحلية والقارية والعربية. تأسس النادي في عام 1937 في مدينة الدار البيضاء، وهو أول نادٍ مغربي يتم إنشاؤه أثناء فترة الاحتلال الفرنسي. لكن ما هو سبب اختيار اسم "الوداد" لهذا النادي؟
لماذا سمي الوداد الرياضي بهذا الاسم |
تاريخ الوداد الرياضي
فكرة إنشاء نادٍ رياضي مغربي ظهرت في ثلاثينات القرن الماضي، عندما كان المغاربة يعانون من التمييز والحرمان من ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية. كانت جميع الأندية الموجودة حكرا على الأوروبيين، وخصوصا الفرنسيين، الذين كانوا يحتلون المغرب. لذلك، قرر مجموعة من الشباب المغاربة، بقيادة محمد بنجلون التويمي، أن يؤسسوا ناديهم الخاص، يكون رمزا للهوية والانتماء والمقاومة.
ولكن لإنشاء هذا النادي، كان عليهم أولا أن يحصلوا على ترخيص من السلطات الفرنسية، التي كانت تفرض شروطا صارمة على التجمعات والجمعيات. من بين هذه الشروط، كانت:
- ألا يكون للنادي أية صلة بالدين أو السياسة
- ألا يكون للنادي أية توجهات قومية أو عروبية
- ألا يكون للنادي أية نزعات عدائية ضد فرنسا أو أوروبا
- ألا يكون للنادي إدارة خالصة من المغاربة، بل يجب أن تشارك فيها عدد من الفرنسيين
سبب تسمية الوداد
بعد أن حصل المؤسسون على الترخيص، اجتمعوا للاختيار اسمًا للنادٍ. كان هذا اختبارً صعبً، فكان علیهم اختیار اسمً يعبر على رؤیتهم وطموحاتهم، دوًّ ن اثارة شکً لدى الفرنسیین. وفی هذا الاجتماع، تأخر أحد الأعضاء، وعندما سألوه عن السبب، قال إنه كان يشاهد فيلمًا للفنانة المصرية أم كلثوم، بعنوان "وداد". فأعجب الجميع بالاسم، وقرروا تسمية النادي به.
ولكن ما هو معنى "وداد"؟
"وداد" هو اسم عربي يعني "الحب" أو "المودة" أو "الصداقة". وهو اسم مناسب للنادي، فهو يعكس روح التآخي والتضامن والتعاون بين أعضائه. كما أنه اسم جميل ورقيق، يلائم طبيعة الفن والثقافة التي كان يهدف إليها النادي. وأخيرًا، فهو اسم غير مثير للشبهات أو الانتقادات من قبل الفرنسيين، فهو لا يحمل أية دلالات دينية أو سياسية أو قومية.
إذًا، فإن تسمية الوداد الرياضي بهذا الاسم لها قصة مثيرة ومعبرة. فهي ترتبط بتاريخ نشأة النادي في ظل الاحتلال الفرنسي، وتظهر كيف استطاع المغاربة أن يخلقوا مساحة للتعبير عن هويتهم وإبداعهم. كما ترتبط بالفنانة أم كلثوم، التي كانت رمزًا للفن والثقافة العربية، والتي كان لها تأثير كبير على جيل من المغاربة. وأخيرًا، فهي تعكس رؤية الوداد الرياضي، التي تقوم على نشر قيم الحب والصداقة والتآزر بين جمهوره ولاعبيه.