تحليل كيف خسر المغرب أمام جنوب أفريقيا يودع كأس أمم إفريقيا 2023؟ |
في مفاجأة كبيرة، خرج المنتخب المغربي من دور الـ 16 لبطولة كأس أمم إفريقيا 2023، بعد خسارته أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، في مباراة شهدت أداءً باهتًا من أسود الأطلس، وتألقًا من البافانا بافانا، الذين استغلوا الثغرات في خط وسط ودفاع المغرب، وسجلوا هدفين في الشوط الثاني، ليتأهلوا إلى ربع نهائي البطولة.
الشوط الأول: سيطرة مغربية بدون خطورة
بدأ المنتخب المغربي المباراة بتشكيلة هجومية، ضمت كلًا من يوسف النصيري وأوناحي والزلزولي في خط الهجوم، بينما اعتمد المنتخب الجنوب أفريقي على تكتيك دفاعي، يعتمد على الانتظار والاعتماد على الهجمات المرتدة.
سيطر المغرب على مجريات اللعب في الشوط الأول، وحاول خلق الفرص من خلال تمريرات قصيرة وتحركات بين الخطوط، لكنه لم ينجح في اختراق دفاع جنوب أفريقيا، الذي كان متماسكًا ومنظمًا، ولم يسمح بأي فرصة خطيرة على مرماه.
أفضل فرصة للمغرب في الشوط الأول، كانت في الدقيقة 45+1، عندما سدد سليم أملاح بقوة من خارج المنطقة، لكن الكرة حادت عن القائم الأيسر للحارس رونوين وليامز. بينما لم يهدد المنتخب الجنوب أفريقي مرمى ياسين بونو، سوى في الدقيقة 16، عندما فسدت موكوينا بقوة، لكن بونو أمسك الكرة بسهولة.
الشوط الثاني: هدفان صاعقان لجنوب أفريقيا
في الشوط الثاني، تغيرت الصورة تمامًا، فبعد دقيقتين فقط من بداية الشوط، تقدم المنتخب الجنوب أفريقي بهدف مفاجئ، سجله إيفيدنس ماكجوبا ، بعد تمريرة رائعة من بونغاني زونغو، استغل فيها إيفيدنس ماكجوبا خلف خط دفاع المغرب، ووضع الكرة ببراعة في شباك بونو.
هذا الهدف أحدث صدمة للمنتخب المغربي، الذي حاول الرد بسرعة، وأضاع فرصة ذهبية للتعادل في الدقيقة 70، عندما حصل على ركلة جزاء، بعد تسديدة من الكعبي لمست أحد مدافعي الخصم داخل منطقة الجزاء . لكن أشرف حكيمي تولى تنفيذ الركلة واصطدمت بالقائم العلوي للمرمى ، وسددها وخرجت إلى خارج الملعب ضربة مرمى.
بعد ذلك، زاد المنتخب الجنوب أفريقي من ضغطه على المغرب، وأهدر عدة فرص لتعزيز النتيجة، كان أبرزها في الدقيقة 64، عندما انفرد لوبو لي بمرمى بونو، لكنه سدد بعيدًا عن المرمى. وفي الدقيقة 74، أضاف المنتخب الجنوب أفريقي الهدف الثاني، الذي أطلق عليه الحكم، بعد الاستعانة بتقنية الفيديو، وسجله بيرسي تاو، بعد تمريرة عرضية من زواني، وتسديدة قوية من داخل المنطقة، سكنت شباك بونو.
في الدقائق الأخيرة، حاول المنتخب المغربي تقليص الفارق، وأدخل المدرب وليد الركراكي بعض التغييرات الهجومية، لكن دون جدوى، فلم يستطع خلق أي خطورة على مرمى وليامز، الذي حافظ على نظافة شباكه، وأنهى المباراة بالفوز 2-0، والتأهل إلى ربع نهائي البطولة، بينما ودع المنتخب المغربي البطولة، وأكمل الخروج العربي من البطولة.
التحليل: أين أخطأ المغرب؟
يمكن تلخيص أسباب خسارة المنتخب المغربي في ثلاثة نقاط رئيسية:
الإهدار: لم يستغل المنتخب المغربي الفرص التي أتيحت له في الشوط الأول، وخاصة ركلة الجزاء التي أضاعها حكيمي ، والتي كانت فرصة ذهبية للتعادل وتغيير مجرى المباراة. كما أن اللاعبين الهجوميين لم يظهروا الدقة والحماس في التسديد على المرمى، وتركوا الحارس وليامز يتألق في صد الكرات القليلة التي وصلت إليه.
الخلل الدفاعي: كشف المنتخب الجنوب أفريقي عن ضعف خط دفاع المغرب، الذي كان متقدمًا جدًا، ولم يتمكن من التعامل مع الهجمات المرتدة السريعة للخصم، والتي نتج عنها هدفان صاعقان، سجلهما زواني وتاو، بعد تمريرات عميقة خلف الدفاع. كما أن الدفاع المغربي لم يتحرك بشكل جيد مع بعضه البعض، وترك فراغات كبيرة بينهم، ولم يتدخل بقوة عند الحاجة.
الاستهتار: ربما كان المنتخب المغربي متأثرًا بالثقة الزائدة، والتي جاءت من تصدره لمجموعته في الدور الأول، والتي شهدت فوزه على منتخبات مثل تنزانيا و زامبيا وتعادله مع الكونغو الديمقراطية. وربما كان يستهين بالمنتخب الجنوب أفريقي، ولكن هذا الاستهتار كلفه الغالي، فلم يظهر المنتخب المغربي بالمستوى المطلوب، ولم يبذل الجهد الكافي، ولم يتعامل مع المباراة بجدية، ولم يتكيف مع التغييرات التي حدثت في الشوط الثاني.
الخاتمة: ما العبرة من الخسارة؟
يجب على المنتخب المغربي أن يتعلم من خسارته أمام جنوب أفريقيا، وأن يحلل أخطائه بنقد بناء، وأن يستفيد من التجربة، وأن يعمل على تحسين نقاط الضعف، وأن يحافظ على نقاط القوة، وأن يستعد بشكل أفضل للمنافسات القادمة، وأن يكون أكثر تركيزًا وقتالية وثقة في قدراته.
فالمنتخب المغربي يمتلك مواهب كبيرة، ولاعبين محترفين، ومدربًا مميزًا، وجمهورًا وفيًا، ولكنه يحتاج إلى الانسجام والانضباط والروح الجماعية، والتخلص من الضغوط والتوتر والتشاؤم، والتمسك بالأمل والإيجابية والطموح.
نتمنى للمنتخب المغربي التوفيق والنجاح في المستقبل، ونشكره على ما قدمه من مباريات رائعة في كأس أمم إفريقيا 2024، ونأسف لخروجه المبكر من البطولة.