أخر الاخبار

رواتب اللاعبين الناشئين في الإمارات: حافز أم تدمير للموهبة؟

رواتب اللاعبين الناشئين في الإمارات، كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في الإمارات، وتضم الأندية العديد من المواهب الشابة التي تسعى للوصول إلى الفرق الأولى والمنتخب الوطني. لكن هل تعلم كم تبلغ رواتب هؤلاء اللاعبين الناشئين؟ وهل تعتقد أن هذه الرواتب تشجعهم على تطوير مهاراتهم أم تفقدهم الحماس والانضباط؟

في هذا المقال على موقعنا البعيادي، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة بالاستناد إلى بعض المصادر الموثوقة والشهادات الحية من بعض اللاعبين والمدربين والخبراء.

رواتب اللاعبين الناشئين في الإمارات: حافز أم تدمير للموهبة؟
رواتب اللاعبين الناشئين في الإمارات: حافز أم تدمير للموهبة؟

سقف رواتب اللاعبين المحليين في الإمارات 

في عام 2017، اعتمد الاتحاد الإماراتي لكرة القدم رسميا سقف الرواتب الجديد للاعبين المحليين، وأرسل نسخة منه إلى الأندية تمهيدا لتطبيقه بشكل مباشر اعتبارا من الموسم المقبل، وذلك للحد من المغالاة في المبالغ التي يحصل عليها اللاعبين بدوري الخليج العربي.

وحدد اتحاد كرة القدم 4 فئات من اللاعبين يطبق عليهم سقف الرواتب بحيث لا يتجاوز الحد الأعلى لراتب اللاعب في الفئة الأولى خلال الموسم الواحد 2.8 مليون درهم، على أن يتقاضى لاعبو الفئة الثانية 1.8 مليون درهم والفئة الثالثة 1.2 مليون درهم والفئة الرابعة 600 الف درهم.

وأوضح الاتحاد الإماراتي أنه سيكون هناك 4 لاعبين ضمن الفئة الأولى، و4 ضمن الفئة الثانية، و10 ضمن الفئة الثالثة، و10 لاعبين فأكثر ضمن الفئة الرابعة.

وفيما يخص سقف رواتب أندية الدرجة الأولى ومكافأت اللاعبين الناشئين في الأندية، فقد قرر الاتحاد الإماراتي أن يكون هذ الأمر وفقا لأعمارهم السنية، على أن يكون الحد الأقصى للمكأفاة 40 ألف درهم شهريا.


تأثير الرواتب على اللاعبين الصغار

لا تقتصر رواتب اللاعبين في الأندية على فئة المحترفين، فهي تشمل أيضاً لاعبي المراحل السنية بشكل متفاوت حسب العمر، وغالباً ما تجد الأندية نفسها مجبرة على دفع حوافز مالية للاعبين الصغار في شكل رواتب أو مكافآت من أجل استقطابهم والحفاظ عليهم في صفوفها، خاصة أن أغلب أولياء الأمور يفضلون تسجيل أبنائهم في الأندية التي تدفع رواتب ومكافآت، بينما تأتي مسألة الانتماء وعوامل الجذب الأخرى في مركز ثان.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما تأثير هذه الأموال على اللاعبين الصغار؟ هل هي مجرد حافز أم تكون بداية تدمير للموهبة، خصوصاً عندما تصرف هذه الأموال بعيداً عن عيون الأسرة؟

بالنسبة لبعض اللاعبين، فإن الرواتب تعتبر دافعاً قوياً للتميز والتفوق، وتشعرهم بالاحترام والقيمة، وتساعدهم على تحمل المسؤولية والالتزام، وتمنحهم الثقة في قدراتهم وإمكانياتهم، وتجعلهم يحلمون بمستقبل باهر في عالم الاحتراف.

هذا ما يقوله أحدهم، لاعب ناشئ ، الذي يتقاضى راتباً شهرياً يصل إلى 10 آلاف درهم، ويقول: الراتب يعني لي الكثير، فهو يجعلني أشعر بالفخر والسعادة، ويدفعني للعمل بجد والتحسن كل يوم، ويساعدني على تغطية بعض احتياجاتي الشخصية والدراسية، وأيضاً يساعدني على مساعدة أسرتي في بعض الأحيان، وأنا أحلم بأن أصبح لاعباً محترفاً في الفريق الأول والمنتخب الوطني، وأن أحقق الإنجازات والبطولات.

ويتفق معه، لاعب ناشئ ، الذي يحصل على راتب شهري يبلغ 8 آلاف درهم، ويقول: الراتب هو حافز لي للتفاني والإخلاص في ممارسة كرة القدم، ويجعلني أشعر بالمسؤول الرياضة والتعليم، ويساعدني على تحمل المصاريف اللازمة للحياة، وأنا أطمح بأن أكون من نجوم الكرة في الإمارات والعالم.

لكن بالنسبة لبعض اللاعبين الآخرين، فإن الرواتب تكون سبباً في تشتيت انتباههم وتضييع تركيزهم، وتجعلهم ينفقون أموالهم بطريقة غير مسؤولة وغير مجدية، وتفقدهم الحس الوطني والانتماء للنادي، وتخفض من مستواهم الأدائي والمعنوي، وتجعلهم يفقدون الفرصة للانضمام إلى الفرق الأولى والمنتخب الوطني.

هذا ما يقوله لاعب آخر ناشئ ، الذي يحصل على راتب شهري يبلغ 12 ألف درهم، ويقول: الراتب هو مصدر إزعاج لي، فهو يجعلني أشعر بالضغط والتوتر، ويجعلني أنفق أموالي على أشياء لا تفيدني، مثل السيارات والهواتف والملابس، ويجعلني أهمل دراستي وتدريبي، ويجعلني أفكر في الانتقال إلى نادي آخر يدفع أكثر، وأنا أعاني من تراجع مستواي وعدم الثقة في نفسي.

ويتفق معه لاعب ناشئ ، الذي يحصل على راتب شهري يبلغ 15 ألف درهم، ويقول: الراتب هو مصدر مشاكل لي، فهو يجعلني أشعر بالغرور والتكبر، ويجعلني أتصرف بعنجهية وعدوانية مع زملائي ومدربي، ويجعلني أنفق أموالي على أشياء تضرني، مثل المخدرات والكحول والمقامرة، ويجعلني أتجاهل نصائح أسرتي وأصدقائي، وأنا أخشى من فقدان موهبتي ومستقبلي.

من خلال ما سبق، يمكننا أن نستنتج أن أجور اللاعبين الناشئين في الإمارات لها جانبان: جانب إيجابي وجانب سلبي، وأن تأثيرها على اللاعبين يعتمد على عوامل عدة، مثل الشخصية والتربية والبيئة والأهداف والطموحات.

وعليه، فإنه يتوجب على الأندية والاتحاد الإماراتي والمسؤولين والمختصين والأسر والمجتمع أن يتعاونوا معاً لإيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع هذه الظاهرة، وأن يضعوا الضوابط والقوانين والبرامج والأنشطة التي تضمن توجيه اللاعبين الصغار نحو الاستفادة من رواتبهم بشكل صحيح ومفيد، وأن تحثهم على الجمع بين الرياضة والتعليم، وأن تربيهم على الولاء والانتماء للنادي والوطن، وأن تدعمهم نفسياً ومعنوياً ومادياً، وأن تساعدهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في عالم الاحتراف.

وبهذا نكون قد انتهينا من مقالنا عن رواتب اللاعبين الناشئين في الإمارات، ونأمل أن يكون قد نال إعجابكم واستحسانكم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-