أخر الاخبار

أردوغان يزور السيسي في القاهرة بعد عشر سنوات من الخلاف: هل تنتهي الأزمات العربية؟

أردوغان يزور السيسي في القاهرة بعد عشر سنوات من الخلاف: هل تنتهي الأزمات العربية؟
أردوغان يزور السيسي في القاهرة بعد عشر سنوات من الخلاف 


في زيارة تاريخية ومفاجئة، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة يوم الأربعاء 14 فبراير 2024، في أول لقاء رسمي بينهما منذ عشر سنوات.

وجاء اللقاء بعد سلسلة من الاتصالات والمباحثات الدبلوماسية بين البلدين، التي شهدت تحسناً ملحوظاً في العلاقات الثنائية، بعد فترة من التوتر والخلاف بسبب الأزمات الإقليمية والداخلية.

وقد أعرب الرئيسان عن رغبتهما في تعزيز التعاون والتنسيق بين تركيا ومصر، في ضوء التحديات والفرص التي تواجههما في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان.

وفي هذا المقال على موقعنا البعيادي، سنستعرض أبرز محاور اللقاء بين الرئيسين، والرسائل التي أرسلتها إلى العالم العربي والدولي، والآفاق المستقبلية للعلاقات بين أنقرة والقاهرة.

محاور اللقاء بين أردوغان والسيسي

وفقاً للبيان الصادر عن الرئاسة المصرية، فإن اللقاء بين الرئيسين تناول عدة موضوعات ذات اهتمام مشترك، من بينها:

  • القضية الفلسطينية: أكد الرئيسان على دعمهما للحل السياسي العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما أعربا عن تضامنهما مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي يمارسها بحق حقوقه ومقدساته.
  • الوضع في ليبيا: أشاد الرئيسان بالتطورات الإيجابية التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة، والتي أسفرت عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء حوار سياسي شامل. وأكدا على دعمهما للحل السياسي الشامل والدائم للأزمة الليبية، والذي يحفظ وحدة وسيادة واستقرار ليبيا، ويمنع التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية. كما أعربا عن استعدادهما للتعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية والمصالحة الوطنية في ليبيا.
  • الوضع في سوريا والعراق واليمن والسودان: تبادل الرئيسان وجهات النظر حول الأوضاع في سوريا والعراق واليمن والسودان، وأكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة واستقرار هذه الدول، والتصدي للتهديدات الإرهابية والميليشيات المسلحة والتدخلات الخارجية. كما أعربا عن دعمهما للحلول السياسية الشاملة والدائمة للأزمات في هذه الدول، والتي تحقق تطلعات شعوبها في الحرية والديمقراطية والتنمية.


الرسائل التي أرسلها اللقاء بين أردوغان والسيسي

يمكن اعتبار اللقاء بين الرئيس التركي والرئيس المصري بمثابة رسالة قوية إلى العالم العربي والدولي، تحمل في طياتها عدة معاني ودلالات، من بينها:

  • رسالة تصالح وتقارب بين تركيا ومصر، بعد فترة من الخلاف والتوتر بسبب الاختلافات السياسية والإيديولوجية والاستراتيجية. ويعكس هذا التصالح الرغبة المشتركة في تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتعاون البناء.
  • رسالة تعاون وتنسيق بين تركيا ومصر، في مواجهة التحديات والفرص التي تواجههما في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الحيوية والحساسة مثل القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان. ويعكس هذا التع

الآفاق المستقبلية للعلاقات بين أنقرة والقاهرة

يمكن القول إن اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، يفتح آفاقاً جديدة وواعدة للعلاقات بين تركيا ومصر، والتي تعد من أهم الدول في المنطقة العربية والإسلامية.

فبالإضافة إلى تحسين العلاقات الثنائية، والتي تشمل مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم والسياحة والتجارة والاستثمار والطاقة والنقل والاتصالات، فإن اللقاء يمهد الطريق أيضاً لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، والذي يخدم مصالح الشعبين والأمة العربية والإسلامية.

فتركيا ومصر تمتلكان قوة ونفوذاً كبيرين في المنطقة، ولديهما دور محوري في حل الأزمات والنزاعات والصراعات، ودعم السلام والأمن والاستقرار، وتعزيز التنمية والتقدم والحضارة.
ومن خلال توحيد الجهود والرؤى والمواقف، يمكن لتركيا ومصر أن تسهمان بشكل فعال في تحقيق الأهداف والمصالح العليا للشعبين والأمة، وأن تكونان قوة إيجابية ومؤثرة في العالم.
وفي الختام، نأمل أن يكون هذا اللقاء بين الرئيسين بداية لمرحلة جديدة من التقارب والتفاهم والتعايش والتآخي بين تركيا ومصر، وأن يشكلا نموذجاً يحتذى به للعلاقات الجيدة والمثمرة بين الدول العربية والإسلامية. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-