في يوم السبت الموافق 10 فبراير 2024، ستشهد العاصمة القطرية الدوحة حدثا تاريخيا ورياضيا مميزا، عندما يلتقي منتخبا الأردن وقطر في نهائي كأس آسيا لكرة القدم، في مباراة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البطولة القارية، التي تشهد مواجهة عربية خالصة بين منتخبين أبهرا الجميع بمستواهما ونتائجهما في النسخة الثامنة عشرة من البطولة، التي تستضيفها قطر للمرة الثانية في تاريخها.
في هذا المقال على موقعنا البعيادي، سنتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه المباراة النهائية، من حيث التاريخ والتحدي والأمل، وسنستعرض أهم الإحصائيات والقنوات الناقلة والتشكيلات المتوقعة والتوقعات والآثار والرسائل والمعاني التي تحملها هذه المباراة، التي ستكون حتما ملحمة رياضية لا تنسى.
التاريخ: مسيرة مشرفة ومفاجآت كبيرة لم يكن أحد يتوقع وصول منتخبي الأردن وقطر إلى نهائي كأس آسيا 2023
فالمنتخبان لم يكونا من المرشحين للفوز باللقب أو حتى الوصول إلى المراحل النهائية من البطولة، التي شهدت مشاركة 24 منتخبا، من بينها منتخبات عريقة وقوية مثل اليابان وإيران وكوريا الجنوبية والسعودية والعراق وأستراليا والإمارات وغيرها.
لكن المنتخبان أثبتا أن الكرة لا تعرف المستحيل، وأن الإرادة والروح والتضحية والتكاتف والإيمان هي أساس النجاح والتميز، وأن التاريخ يكتبه الأبطال والمقاتلون والمنافسون والمبدعون، وليس الأسماء والألقاب والتصنيفات والتوقعات.
منتخب الأردن: النشامى يكتبون التاريخ
منتخب الأردن، الذي يلقب بالنشامى، يخوض أول مباراة نهائية له في تاريخه في كأس آسيا، بعد مسيرة مشرفة ومفاجآت كبيرة في البطولة الحالية، حيث تأهل إلى دور الستة عشر كثالث مجموعته، بعد تعادلين مع الإمارات وفيتنام وخسارة واحدة أمام سوريا، في مجموعة صعبة ومتوازنة.
وفي دور الستة عشر، تمكن النشامى من إقصاء منتخب العراق، بطل كأس آسيا 2007، بركلات الترجيح، بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، في مباراة شهدت تألق حارس المرمى الأردني يزيد أبو ليلى، الذي تصدى لثلاث ركلات ترجيح عراقية.
وفي ربع النهائي، أبهر النشامى الجميع بالفوز على منتخب كوريا الجنوبية، أحد أقوى المنتخبات الآسيوية والعالمية، وصاحبة أربعة ألقاب قارية، بهدفين نظيفين، سجلهما محمود المرضي وموسى التعمري، في مباراة شهدت أداء رائع ومتكامل من جميع لاعبي الأردن، الذين أظهروا قوة وثقة وجرأة وإصرار وتنظيم وتركيز وتضحية وإبداع.
وبهذا الفوز التاريخي، تأهل النشامى إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخهم، حيث واجهوا منتخب قطر، صاحب الضيافة وحامل اللقب، في مباراة نارية ومثيرة، انتهت بفوز الأردن بهدف وحيد، سجله نزار الرشدان في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بعد مباراة شهدت تسيد الأردن لمعظم فتراتها، وتصدي حارس المرمى أبو ليلى لركلة جزاء قطرية في الشوط الثاني.
وبهذا الفوز العظيم، حجز النشامى مقعدهم في المباراة النهائية، ليكت
التحدي: مواجهة عربية مثيرة ومتوازنة مباراة الأردن وقطر في نهائي كأس آسيا 2023
تعد تحديا كبيرا لكلا المنتخبين، فكل منهما يسعى لإثبات قوته وقدرته على التتويج باللقب القاري، وكل منهما يحمل مزايا وعيوبا قد تحسم مصير المباراة.
منتخب الأردن يمتلك خبرة وثقة وجرأة وإصرار وتنظيم وتركيز وتضحية وإبداع، ويعتمد على مزيج من اللاعبين القدامى والشباب، ويقوده مدرب مغربي ناجح ومحنك، ويحظى بدعم جماهيري كبير ومتحمس.
منتخب قطر يمتلك مستوى رائع ونتائج مميزة ودعم جماهيري هائل واستعانة بالتقنيات الحديثة، ويعتمد على نجومه الشباب الذين يمتلكون مهارة وسرعة وقوة وتسديدة وتمريرة، ويقوده مدرب إسباني ماهر ومبدع.
المنتخبان يتقاربان في الإحصائيات والأرقام في البطولة الحالية، فكلاهما لعب 6 مباريات، وفاز في 4 منها، وتعادل في واحدة، وخسر في واحدة، وسجل 10 أهداف، واستقبل 5 أهداف، وحصل على 9 نقاط، ولكن قطر تفوقت على الأردن في الترتيب العام بفارق الأهداف.
المنتخبان تواجها مرتين في تاريخ كأس آسيا، وكانت المواجهة الأولى في عام 1988، وانتهت بالتعادل السلبي، وكانت المواجهة الثانية في عام 2011، وانتهت بفوز قطر بهدف نظيف، سجله يوسف أحمد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
الأمل: تحقيق الحلم والتاريخ والمجد مباراة الأردن وقطر في نهائي كأس آسيا 2024
تعني الكثير لكل بلد وكل شعب، فهي فرصة ذهبية لتحقيق الحلم والتاريخ والمجد، وهي رسالة ومعنى للعالم والقارة والأمة، وهي آثار ونتائج وفرص وتحديات للمستقبل.
منتخب الأردن يأمل في الفوز باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، والانضمام إلى قائمة الأبطال الآسيويين، والتأهل إلى كأس العالم للأندية، والارتقاء في التصنيف العالمي والقاري، والاستفادة من النجاح الكروي في تعزيز الوحدة الوطنية والهوية الأردنية والثقة بالنفس والقدرات.
منتخب قطر يأمل في الحفاظ على اللقب القاري للمرة الثانية على التوالي، والتأكيد على قوته وقدرته على المنافسة على أعلى المستويات، والاستعداد لكأس العالم 2026، والاستفادة من النجاح الكروي في تعزيز السمعة الدولية والعلاقات الإقليمية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
مباراة الأردن وقطر في نهائي كأس آسيا 2024 تحمل رسالة ومعنى للعالم والقارة والأمة، فهي تظهر أن الكرة العربية قادرة على التألق والتميز والابتكار والتنافس، وأن الشعوب العربية قادرة على التعاون والتضامن والتقارب والتفاهم، وأن الأمة العربية قادرة على التغلب على التحديات والصعوبات والأزمات والنزاعات.
مباراة لا تنسى
مباراة الأردن وقطر في نهائي كأس آسيا 2023 ستكون مباراة لا تنسى، ستشهد أجواء رياضية رائعة ومثيرة ومتوازنة ومنافسة، ستشهد أداء كروي مميز ومتكامل ومبدع ومقاتل، ستشهد هدفا تاريخيا وفرحة عارمة وحزن شديد وتتويج مستحق.
مهما كانت نتيجة المباراة، فإن الفائز الحقيقي هو الكرة العربية، التي أثبتت أنها تستحق الاحترام والتقدير والتشجيع والدعم، وأنها تملك الإمكانيات والطموحات والأحلام والمجد.
نتمنى لكم مشاهدة ممتعة ومفيدة لهذه المباراة النهائية، ونتمنى لكما المنتخبين الأردني والقطري التوفيق والنجاح والسعادة.