زيادة احتياطيات الغاز في حقل الجافورة |
في خبر أثار اهتمام العالم، أعلنت المملكة العربية السعودية عن زيادة كبيرة في الاحتياطيات المؤكدة من الغاز والمكثفات في حقل الجافورة غير التقليدي، الذي يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب للنفط في المملكة، ومن المحتمل أن يكون أكبر مشروع لتطوير الغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن شركة أرامكو تمكنت من إضافة 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، وملياري برميل من المكثفات، إلى الاحتياطيات المؤكدة في حقل الجافورة. وأضاف أن كميات الموارد في الحقل أصبحت تقدر بنحو 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، و75 مليار برميل من المكثفات.
وأوضح الوزير أن هذا الإنجاز ينتج عن تطبيق أعلى المعايير العالمية في تقدير الموارد الهيدروكربونية وتطويرها بما يضمن حسن استغلالها، وأنه تم التصديق على تقديرات الموارد والاحتياطيات المؤكدة لحقل الجافورة من قبل شركة استشارات مستقلة كبرى متخصصة في هذا المجال.
ما هو حقل الجافورة وما أهميته؟
حقل الجافورة هو حقل غاز غير تقليدي وغير مصاحب للنفط، يقع في منطقة الربع الخالي في جنوب شرق المملكة، ويغطي مساحة تزيد عن 180 ألف كيلومتر مربع. ويعني الغاز غير التقليدي أنه محبوس في صخور ذات مسامية ونفاذية منخفضة، مثل الصخور الرملية الضيقة أو الصخور الطينية، ويتطلب طرق استخراج متقدمة، على غرار تلك المستخدمة في قطاع الغاز الصخري.
ويعد حقل الجافورة أهم مشروع لتنمية الغاز غير التقليدي في المملكة، وجزءا من استراتيجيتها لزيادة إنتاج الغاز وتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاقتصاد الوطني. وفي عام 2020، كان من المتوقع أن يحتاج حقل الجافورة إلى استثمارات بقيمة 110 مليارات دولار، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
وتتوقع أرامكو أن يصل إنتاجها من حقل الجافورة إلى 420 مليون قدم مكعبة يوميا من الإيثان، بحلول عام 2030. والإيثان هو غاز مهم في صناعة البتروكيماويات، حيث يستخدم في إنتاج الإيثيلين، الذي يدخل في صناعة البلاستيك والمطاط والألياف الاصطناعية وغيرها من المنتجات. وتنتج أرامكو حاليا نحو 1.4 مليون برميل يوميا من السوائل الغازية، وهي مواد تتكون من البروبان والبوتان والبنتان والهكسان، وتستخدم في الوقود والتبريد والتدفئة والتوليد الكهربائي والصناعات الكيماوية. وتنتج أرامكو أيضا نحو 600 ألف برميل يوميا من المكثفات، وهي سوائل خفيفة تنتج مع الغاز الطبيعي، وتشبه النفط الخام في خصائصها، وتستخدم في تحسين جودة النفط الثقيل.
قد يهمك: كيف سيبلغ عدد سكان السعودية 37 مليون نسمة في عام 2024؟
ما هي الفوائد الاقتصادية والبيئية لزيادة احتياطيات الغاز؟
زيادة احتياطيات الغاز في حقل الجافورة تعني زيادة القدرة الإنتاجية للمملكة من الغاز، وهو مصدر طاقة أنظف وأرخص وأكثر كفاءة من النفط. ويمكن للمملكة استخدام الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، خاصة في قطاعي الكهرباء والمياه، والذي يستهلك نحو 60% من إنتاج الغاز الطبيعي. ويمكن أيضا تصدير الغاز الزائد إلى الأسواق العالمية، وتحقيق عائدات مالية وتعزيز الأمن الطاقي للمملكة.
ومن الناحية البيئية، فإن استخدام الغاز كوقود بديل للنفط يساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. ويعتبر الغاز الطبيعي أنظف من النفط بنسبة 50% تقريبا فيما يتعلق بانبعاثات الكربون. ويمكن أيضا استخدام الغاز في إنتاج الهيدروجين، وهو وقود مستقبلي يمكن أن يستخدم في النقل والصناعة والتدفئة والتبريد، دون إنتاج أي انبعاثات ضارة.
في ضوء ما سبق، يمكن القول إن زيادة احتياطيات الغاز في حقل الجافورة هي إنجاز تاريخي للمملكة العربية السعودية، ويعكس جهودها المتواصلة في تنمية مواردها الهيدروكربونية وتحقيق الاستدامة والتنويع في قطاع الطاقة. ويمثل حقل الجافورة مصدرا هاما للغاز الطبيعي، وهو وقود أنظف وأرخص وأكثر كفاءة من النفط، ويمكن استخدامه لتلبية الطلب المحلي والعالمي على الطاقة، وتحقيق الفوائد الاقتصادية والبيئية للمملكة والعالم.