 |
| دخل السعودية السنوي بالدولار |
المملكة العربية السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم، وتمتلك ثاني أكبر احتياطيات النفط المؤكدة بعد فنزويلا. ولكن ما هو دخل السعودية السنوي بالدولار؟ وكيف تتأثر اقتصادها بتقلبات أسعار النفط؟ وما هي الخطط والمشاريع التي تنفذها السعودية لتنويع مصادر دخلها وتحسين جودة حياة مواطنيها؟
في هذا المقال على موقعنا البعيادي، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة، ونستعرض بعض الإحصاءات والمعلومات الهامة عن دخل السعودية السنوي بالدولار، ونناقش بعض التحديات والفرص التي تواجهها المملكة في مجال النمو الاقتصادي والاجتماعي.
دخل السعودية السنوي بالدولار
وفقا لتقرير صندوق النقد الدولي لعام 2023، فإن دخل السعودية السنوي بالدولار يبلغ حوالي **1.1 تريليون دولار**، ما يجعلها تحتل المرتبة الـ 14 عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي. ويعتمد دخل السعودية بشكل كبير على صادرات النفط، التي تشكل حوالي **70%** من إجمالي الإيرادات.
وقد شهد دخل السعودية تغيرات كبيرة في السنوات الأخيرة، بسبب تأثير جائحة كورونا وانخفاض الطلب العالمي على النفط. ففي عام 2020، تراجع دخل السعودية بنسبة **23.3%** مقارنة بعام 2019، وسجلت المملكة عجزا في الميزانية بلغ **12%** من الناتج المحلي الإجمالي. وفي عام 2021، تعافى دخل السعودية بنسبة **8.4%** مقارنة بعام 2020، وتقلص العجز في الميزانية إلى **4.9%** من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن المتوقع أن يستمر تحسن دخل السعودية في عام 2022 وما بعده، بفضل ارتفاع أسعار النفط وتحسن النشاط الاقتصادي العالمي. وتتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو دخل السعودية بنسبة **4.8%** في عام 2022، وأن يصل العجز في الميزانية إلى **1.6%** من الناتج المحلي الإجمالي.
كيف تحققت السعودية من النفط والتنويع الاقتصادي؟
لا شك أن النفط هو المورد الأساسي والحيوي لاقتصاد السعودية، ولكنه أيضا مصدر للتحديات والمخاطر. فالاعتماد الزائد على النفط يجعل الاقتصاد السعودي عرضة للتقلبات الحادة في أسعار النفط والطلب العالمي، ويقلل من القدرة على توليد فرص عمل وتحسين الإنتاجية والابتكار. ولهذا، تسعى السعودية منذ سنوات إلى تنويع مصادر دخلها وتحويل اقتصادها إلى اقتصاد معرفي ومستدام.
ومن أبرز المشاريع والخطط التي تنفذها السعودية في هذا الصدد هي **رؤية السعودية 2030**، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في المملكة بحلول عام 2030. وتتضمن رؤية السعودية 2030 ثلاثة محاور رئيسية، وهي:
- مجتمع حيوي: يهدف إلى تعزيز القيم والهوية الوطنية، وتحسين جودة الحياة والصحة والتعليم، وتمكين المرأة والشباب، وزيادة المشاركة الاجتماعية والرياضية والثقافية.
- اقتصاد مزدهر: يهدف إلى تحقيق الاستقلالية المالية، وتنويع مصادر الدخل، وزيادة الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتطوير القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والتعدين والسياحة والترفيه والتكنولوجيا والابتكار.
- دولة طموحة: يهدف إلى تعزيز الحكم الرشيد والفعال، وتحسين الخدمات العامة والخاصة، وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام، وتعميق الشراكات الإقليمية والدولية.
وقد حققت السعودية تقدما ملحوظا في تنفيذ رؤية السعودية 2030، وذلك بإطلاق عدد من المبادرات والبرامج والمشاريع الضخمة التي تهدف إلى تحويل المناطق الجغرافية والاقتصادية للمملكة. ومن بين هذه المشاريع:
- نيوم: وهي مدينة ذكية ومستدامة تقع في شمال غرب السعودية، على الحدود مع مصر والأردن، وتمتد على مساحة 26 ألف كيلومتر مربع. وتهدف نيوم إلى أن تكون مركزا عالميا للابتكار والتكنولوجيا والطاقة والمياه والغذاء والترفيه والسياحة، وتستهدف جذب 1 مليون نسمة وملايين الزوار بحلول عام 2030.
- قدية: وهي مدينة للترفيه والرياضة والثقافة تقع في جنوب غرب الرياض، على مساحة 334 كيلومتر مربع. وتهدف قدية إلى أن تكون وجهة عالمية للمغامرة والمتعة والإثارة، وتضم أكبر مدينة ملاهي في العالم، وأكبر منتجع جبلي في الشرق الأوسط، وأكبر حديقة حيوان في العالم، ومراكز فنية وثقافية وتعليمية، وتستهدف جذب 17 مليون زائر بحلول عام 2030.
- البحر الأحمر: وهي مشروع سياحي وبيئي يقع على ساحل البحر الأحمر، ويمتد على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع. ويهدف مشروع البحر الأحمر إلى أن يكون وجهة سياحية فاخرة ومستدامة، ويضم 50 جزيرة و200 فندق ومنتجع، ويحافظ على التنوع البيولوجي والثقافي للمنطقة، ويستهدف جذب مليون زائر بحلول عام 2030.
في هذا المقال، تحدثنا عن دخل السعودية السنوي بالدولار، وكيف تحققت المملكة العربية السعودية من النفط والتنويع الاقتصادي. ورأينا أن السعودية تمتلك اقتصادا قويا ومتنوعا، وتسعى إلى تحقيق رؤية السعودية 2030، وتنفذ مشاريع ضخمة وطموحة لتحسين جودة الحياة والنمو الاقتصادي والاجتماعي.