أخر الاخبار

ستة ألقاب تحتضنها خزينة ليفربول.. تاريخ من الإبداع والتفوق في دوري الأبطال

كم مرة فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا

ليفربول هو أحد أشهر وأعرق الأندية الإنجليزية والأوروبية، والذي يتمتع بتاريخ حافل بالبطولات والإنجازات على مستوى القارة العجوز. فهو يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري أبطال أوروبا بين الأندية الإنجليزية، ويحتل المركز الثالث في قائمة الأندية الأكثر تتويجاً بهذا اللقب على مستوى العالم.

كم مرة فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا
كم مرة فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا

في هذا المقال على موقعنا البعيادي، سنتعرف على تاريخ ليفربول في دوري أبطال أوروبا، وكيف حقق ستة ألقاب في هذه البطولة العريقة، وما هي أبرز المباريات والأحداث التي شهدتها مسيرته الأوروبية.


بداية المشوار: الألقاب الأربعة في السبعينيات والثمانينيات

بدأ ليفربول مشواره في دوري أبطال أوروبا، أو كما كان يسمى آنذاك كأس الأندية الأوروبية البطلة، في موسم 1964-1965، بعد أن حقق لقب الدوري الإنجليزي في الموسم السابق. ولكنه خرج من الدور الثاني على يد إنتر ميلان الإيطالي، الذي توج باللقب في ذلك العام.

ولم يعد ليفربول للمشاركة في البطولة الأوروبية حتى موسم 1972-1973، بعد أن عاد للفوز بالدوري الإنجليزي مرة أخرى. وفي هذا الموسم، وصل ليفربول إلى نصف النهائي، حيث واجه يوفنتوس الإيطالي، وخسر في مباراة الذهاب بهدف نظيف، وتعادل في مباراة الإياب سلبياً، ليودع البطولة من الباب الضيق.

ولكن هذه الخسارة لم تثن ليفربول عن مواصلة تحقيق الإنجازات على المستوى المحلي والقاري، ففي الموسم التالي، حقق ليفربول لقب كأس الاتحاد الأوروبي، وهي البطولة الأوروبية الثانية على مستوى الأندية، بعد أن تغلب على بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني في النهائي. وهذا اللقب كان بمثابة بداية عصر ذهبي لليفربول في أوروبا، حيث توالت الألقاب الأوروبية في السنوات التالية.

ففي موسم 1976-1977، وصل ليفربول لأول مرة في تاريخه إلى نهائي كأس أوروبا، بعد أن تخطى عقبات كبيرة مثل سانت إتيان الفرنسي وزيوريخ السويسري وبروج البلجيكي. وفي النهائي، انتظر ليفربول خصماً قوياً، وهو بوروسيا مونشنغلادباخ الذي تقابل معه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي قبل عام. وكانت المباراة مثيرة ومتقاربة، ولكن ليفربول نجح في حسمها لصالحه بهدفين مقابل هدف، سجلهما تيري ماكديرموت وتومي سميث، ليحقق ليفربول أول لقب أوروبي في تاريخه، ويدخل نادي الأبطال الأوروبيين.

وفي الموسم التالي، أثبت ليفربول أن لقبه الأول لم يكن صدفة أو حظاً، بل كان نتيجة لقوة وثبات الفريق، فحافظ على اللقب بعد أن وصل إلى النهائي مرة أخرى، وتغلب على كلوب بروج البلجيكي، الذي كان قد التقى معه في نصف نهائي العام السابق، بهدف نظيف سجله كيني دالجليش، ليكون ليفربول أول ناد إنجليزي يحتفظ بلقب دوري أبطال أوروبا. 

وفي موسم 1979-1980، عاد ليفربول للمشاركة في كأس أوروبا، بعد أن غاب عنها في الموسم السابق بسبب قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التي تمنع الأندية من المشاركة في بطولتين أوروبيتين في نفس الموسم، وكان ليفربول قد فاز بكأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1978-1979. وفي هذا الموسم، وصل ليفربول إلى النهائي للمرة الثالثة على التوالي، وواجه ريال مدريد الإسباني، الذي كان يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة بخمسة ألقاب. وكانت المباراة متوازنة وصعبة، ولكن ليفربول تمكن من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 81 عن طريق آلان كينيدي، ليحصد ليفربول اللقب الثالث في تاريخه، ويعزز مكانته كأحد الأندية العمالقة في أوروبا. 

وبعد ثلاث سنوات من الغياب عن البطولة الأوروبية، عاد ليفربول للمشاركة فيها في موسم 1983-1984، بعد أن حقق لقب الدوري الإنجليزي في الموسم السابق. وفي هذا الموسم، وصل ليفربول إلى النهائي للمرة الرابعة في تاريخه، وواجه روما الإيطالي، الذي كان يلعب على أرضه وبين جماهيره في ملعب الأولمبيكو. وكانت المباراة مثيرة ومشوقة، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، سجلهما فيل نيل وروبرتو براتزو. واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، وكان ليفربول الأفضل فيها، حيث سجل أربعة ركلات مقابل ثلاثة لروما، وأنقذ الحارس بروس جروبيلار ركلتين من روما، ليتوج ليفربول باللقب الرابع في تاريخه، ويحقق إنجازاً تاريخياً بالفوز على الفريق المضيف في نهائي كأس أوروبا. 


الانقطاع والعودة: اللقب الخامس في عام 2005

بعد فوزه باللقب الرابع في عام 1984، انقطع ليفربول عن المشاركة في البطولة الأوروبية لمدة خمس سنوات، بسبب كارثة هايزل التي وقعت في نهائي كأس أوروبا عام 1985 بين يوفنتوس وليفربول، والتي راح ضحيتها 39 مشجعاً، معظمهم من مشجعي يوفنتوس. وقد أدين ليفربول بالمسؤولية عن الكارثة، وعوقب بالحرمان من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة ست سنوات، لكن العقوبة تم تخفيضها إلى خمس سنوات بعد الاستئناف. وقد تضرر ليفربول كثيراً من هذه العقوبة، ففقد قوته وهيبته على المستوى الأوروبي، وتراجع مستواه على المستوى المحلي، ولم يحقق أي لقب في الدوري الإنجليزي منذ عام 1990. 

وعاد ليفربول للمشاركة في البطولة الأوروبية في موسم 1991-1992، بعد انتهاء مدة العقوبة، ولكنه لم يستطع تحقيق أي إنجاز يذكر فيها، وخرج من الدور الأول على يد بنفيكا البرتغالي. وفي السنوات التالية، شارك ليفربول في البطولة الأوروبية بشكل متقطع، ولم يتمكن من تجاوز الدور ربع النهائي، وكان أقرب محاولة له في موسم 2001-2002، حيث خرج من الدور ربع النهائي على يد باير ليفركوزن الألماني، الذي وصل إلى النهائي في ذلك العام. 

ولكن كل هذا التراجع والانقطاع لم يثن ليفربول عن الحلم بالعودة إلى عرش أوروبا، وفي موسم 2004-2005، حقق ليفربول إنجازاً عظيماً ومفاجئاً، بعد أن توج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه، وذلك بعد مسيرة ملحمية ومثيرة في البطولة. فقد بدأ ليفربول مشواره في البطولة بشكل متواضع، وكاد أن يخرج من دور المجموعات، لولا فوزه الصعب على أولمبياكوس اليوناني في الجولة الأخيرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، بعد أن كان متأخراً بهدف حتى الدقيقة 54. وفي دور الستة عشر، واجه ليفربول بايرن ميونخ الألماني، وتغلب عليه بمجموع المباراتين 6-2، بعد أن فاز في الذهاب 3-1، وفي الإياب 3-1 أيضاً. وفي ربع النهائي، واجه ليفربول يوفنتوس الإيطالي، وتغلب عليه بمجموع المباراتين 2-1، بعد أن فاز في الذهاب 2-1، وتعادل في الإياب سلبياً. وفي نصف النهائي، واجه ليفربول تشيلسي الإنجليزي، وتغلب عليه بمجموع المباراتين 1-0، بعد أن فاز في الذهاب 1-0، وتعادل في الإياب سلبياً أيضاً. وفي النهائي، انتظر ليفربول خصماً صعباً، وهو ميلان الإيطالي، الذي كان يضم نجوماً كباراً مثل باولو مالديني وأندريا بيرلو وكاكا وهيرنان كريسبو وأندريا شيفشينكو. وكانت المباراة مذهلة وملحمية، ودخلت تاريخ البطولة باسم "نهائي إسطنبول". 

ففي الشوط الأول، تقدم ميلان بثلاثة أهداف نظيفة، سجلها مالديني وكريسبو هدفين، وبدا أن المباراة قد حسمت لصالح الفريق الإيطالي. ولكن في الشوط الثاني، حدثت المعجزة، وسجل ليفربول ثلاثة أهداف في ست دقائق، سجلها ستيفن جيرارد وفلاديمير سميتشر وشافي ألونسو، ليعيد الأمل للفريق الإنجليزي وجماهيره. وبقي التعادل قائماً حتى نهاية الوقت الأصلي والإضافي، واحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، وكان ليفربول الأفضل فيها، حيث سجل ثلاثة ركلات مقابل مثلها لميلان، وأنقذ الحارس ييرزي دوديك ركلتين من ميلان، ليتوج ليفربول باللقب الخامس في تاريخه، ويحقق إنجازاً تاريخياً بالتتويج باللقب بعد التأخر بثلاثة أهداف في الشوط الأول. 


اللقب السادس في عام 2019

بعد فوزه باللقب الخامس في عام 2005، ظل ليفربول منافساً قوياً على البطولة الأوروبية، ووصل إلى النهائي مرة أخرى في موسم 2006-2007، ولكنه خسر اللقب أمام ميلان الإيطالي، الذي انتقم منه بالفوز بهدفين مقابل هدف، سجلهما فيليبو إنزاغي هدفين. وفي السنوات التالية، شارك ليفربول في البطولة الأوروبية بشكل متقطع أيضاً، ولم يتمكن من تجاوز الدور نصف النهائي، وكان أقرب محاولة له في موسم 2017-2018، حيث وصل إلى النهائي، وواجه ريال مدريد الإسباني، الذي كان يسعى للفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالي. وكانت المباراة محبطة لليفربول، ففقد نجمه محمد صلاح بسبب إصابة في الكتف بعد تدخل عنيف من سيرجيو راموس، واستقبل حارسه لوريس كاريوس هدفين سهلين من كريستيانو رونالدو وغاريث بيل، وخسر اللقب بثلاثة أهداف مقابل هدف، سجله ساديو ماني. 

ولكن ليفربول لم يستسلم، وعاد بقوة في الموسم التالي، ووصل إلى النهائي مرة أخرى، وواجه توتنهام هوتسبر الإنجليزي، الذي كان يشارك في النهائي لأول مرة في تاريخه. وكانت المباراة سهلة نسبياً لليفربول، فتقدم بهدف مبكر من ركلة جزاء سجلها محمد صلاح في الدقيقة الثانية، وأضاف هدفاً ثانياً عن طريق ديفوك أوريجي في الدقيقة 87، ليحسم اللقب لصالحه بنتيجة 2-0، ويحقق اللقب السادس في تاريخه، ويعود إلى عرش أوروبا بعد 14 عاماً من آخر لقب له.

ليفربول هو أحد أنجح وأشهر الأندية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، والذي حقق ستة ألقاب في هذه البطولة العريقة، ويحتل المركز الثالث في قائمة الأندية الأكثر تتويجاً بهذا اللقب على مستوى العالم، بعد ريال مدريد (14 لقباً) وميلان (7 ألقاب). وليفربول مسيرة مليئة بالإنجازات والمباريات والأحداث التي شهدتها مسيرته الأوروبية، والتي جعلته يستحق لقب العملاق الأوروبي. وليفربول يسعى دائماً للمحافظة على مكانته وهيبته في أوروبا، وللمنافسة على اللقب في كل موسم، وللزيادة من رصيده من الألقاب الأوروبية، وللتألق في البطولة التي تعد حلم كل ناد ولاعب ومشجع في العالم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-