في عالم كرة القدم، هناك العديد من اللاعبين الذين يملكون جنسيتين أو أكثر، ويواجهون صعوبة في اختيار المنتخب الذي يريدون تمثيله. بعضهم يقررون بسرعة، وبعضهم يترددون وينتظرون الفرصة المناسبة. ومن بين هؤلاء اللاعبين، هناك إبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، الذي يبدو أنه قد اتخذ قراره النهائي بالانضمام إلى منتخب المغرب.
من هو إبراهيم دياز؟
إبراهيم دياز هو لاعب كرة قدم إسباني من أصل مغربي، يلعب كجناح أو صانع ألعاب. ولد في مدينة ملقة في 3 أغسطس 1999، وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية ملقة، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في 2016. وفي يناير 2019، انضم إلى ريال مدريد مقابل 17 مليون يورو، ووقع عقدا حتى 2025.
دياز هو لاعب موهوب ومبدع، يتمتع بالسرعة والمهارة والتسديد القوي. كما أنه يملك رؤية جيدة للعب وقدرة على صناعة الفارق. ولكنه لم يحصل على فرصة كبيرة للتألق مع الفريق الأول للريال، حيث شارك في 21 مباراة فقط، وسجل 4 أهداف وصنع هدفين.
لماذا اختار دياز المغرب؟
دياز هو لاعب دولي شاب، حيث لعب مع منتخبات إسبانيا للناشئين والشباب في مختلف الفئات العمرية. وفي نوفمبر 2021، شارك في مباراة ودية وحيدة مع المنتخب الإسباني الأول ضد ليتوانيا، وسجل هدفا رائعا في الفوز 4-0. ولكنه لم يتم استدعاؤه مجددا للمنتخب الإسباني، الذي يضم العديد من النجوم في مركزه.
وفي مارس 2024، أفادت تقارير صحفية أن دياز قد اختار تمثيل المنتخب المغربي رسميا، وأنه بدأ الإجراءات الإدارية لتغيير جنسيته الرياضية. وذكرت هذه التقارير أن دياز أعطى موافقته لمدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي على الانضمام للمنتخب بداية من شهر مارس 2024.
ويبدو أن دياز اتخذ هذا القرار بناء على عدة عوامل، منها:
- الشعور بالانتماء إلى الأصول المغربية، حيث أن والده مغربي، ويتحدث اللغة العربية والأمازيغية، ويزور المغرب بشكل متكرر.
- الرغبة في اللعب بشكل منتظم والمشاركة في البطولات الكبرى، حيث أن المنتخب المغربي يعتبر من أقوى المنتخبات الأفريقية، ويشارك في كأس العالم وكأس أمم أفريقيا.
- الاحترام والتقدير من جانب الاتحاد المغربي والجماهير المغربية، حيث أنهم أبدوا اهتماما كبيرا بدياز، وأرسلوا له رسائل تشجيع ودعم، واعتبروه إضافة قوية للمنتخب.
ما هي ردود الفعل على قرار دياز؟
قرار دياز بالانتقال إلى المنتخب المغربي أثار ردود فعل متباينة، بين الإيجابية والسلبية، من قبل الصحافة والجماهير والمحللين والمسؤولين.
من جانب المغرب، كانت الردود إيجابية ومرحبة بدياز، حيث اعتبروه لاعبا مميزا وموهوبا، وأنه سيساهم في تعزيز صفوف المنتخب، وأنه سيكون نجما للمستقبل.
من جانب إسبانيا، كانت الردود سلبية ومستاءة من دياز، حيث اعتبروه لاعبا خائنا ومنافقا، وأنه ضيع فرصة كبيرة للتألق مع المنتخب الإسباني، وأنه سيندم على قراره.
في الختام، يمكننا القول أن قرار دياز بالانضمام إلى المنتخب المغربي هو قرار شخصي وسيادي، يعبر عن هويته وطموحه واختياره. ولا يجوز لأحد أن يحكم عليه أو ينتقده أو يلومه على ذلك. فهو لاعب حر ومستقل، وله الحق في تحديد مصيره الرياضي.
ومن المؤكد أن دياز سيواجه تحديات وصعوبات في مسيرته مع المنتخب المغربي، سواء على المستوى الفني أو الإداري أو الإعلامي. ولكنه أيضا سيجد دعما وتشجيعا وتقديرا من زملائه ومدربه وجماهيره واتحاده. وسيكون له دور مهم في رفع مستوى المنتخب وتحقيق الألقاب والإنجازات.
ونتمنى لدياز التوفيق والنجاح في مشواره مع المنتخب المغربي، وأن يكون سفيرا حسنا للكرة المغربية والعربية والإفريقية. وأن يكون مثالا يحتذى به للشباب الذين يملكون جنسيتين أو أكثر، ويسعون إلى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم في عالم كرة القدم.