من هو مدرب الرجاء البيضاوي الجديد؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال عشاق النادي الأخضر، بعد أن أعلنت إدارة الفريق عن تعاقدها مع المدرب الألماني جوزيف زينباور، خلفا للتونسي المنذر الكبير، الذي فسخ عقده بسبب الغياب عن التدريبات. في هذا المقال، سنحاول التعرف على سيرة زينباور ومسيرته التدريبية وأبرز إنجازاته وتحدياته مع الرجاء.
 |
| مدرب الرجاء البيضاوي الجديد |
تعرف على مدرب الرجاء البيضاوي الجديد
ولد زينباور في 28 أبريل 1970 في شواندورف جنوب ألمانيا، وبدأ مشواره كلاعب في نادي فورتونا شتوتغارت، قبل أن ينتقل إلى نادي ماينز في عام 1991، حيث لعب لمدة تسع سنوات، وشارك في 209 مباراة وسجل 22 هدفا. كما لعب لفرق أخرى مثل كارلسروه وشتوتغارت كيكرز وفيرمانسبرغ. اعتزل اللعب في عام 2005، بعد أن أصابه إصابة خطيرة في ركبته.
ولكن زينباور لم يكن يهتم بكرة القدم فقط، بل كان رجلا أعمال ناجحا أيضا. ففي سن 22، أسس شركة استشارات مالية بينما كان لا يزال لاعبا. وحصل على عدة ملايين من عمله واشترى سيارة فيراري في سن 24. لهذا السبق أطلق عليه زملاؤه اسم "فيراري-جو". وفي عام 2016، قال زينباور في مقابلة: "لم أعمل كرجل أعمال منذ ثماني سنوات. أنا فقط مالك مجموعة زينباور".
مدرب الرجاء الجديد
بعد اعتزاله اللعب، اتجه زينباور إلى التدريب، وحصل على رخصة التدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) في عام 2007. ودرَّب عدة فرق في ألمانيا كان أبرزها فريق هامبورغ، الذي تولى تدريبه في سبتمبر 2014، خلفا لميركو سلومكا. وفي إجمالي 23 مباراة خاضها كمدرب في الدوري الألماني (البونديسليغا) ، جمع 24 نقطة، ولكن تم عزله من منصبه في آذار/مارس 2015 بعد حصوله على نقطتين فقط من ست مباريات، بما في ذلك الخسارة أمام بايرن 0-8 في بايرن.
في سبتمبر 2015، تولى زينباور منصبه التدريبي التالي. هذه المرة انجذب إلى نادي سانت غالن في سويسرا. مكث هناك حتى أيار/مايو 2017، لكنه لم ينجح مرة أخرى. وتم انهاء عقده بعد سلسلة هزائم. وفي تموز/يوليو 2022 تولى تدريب فريق لوكوموتيف موسكو، بعد استقالة المدرب الألماني ماركوس غيسدول من منصبه بسبب غزو روسيا لأوكرانيا. لكن مهمة زينباور لم تدم طويلا في روسيا، واقيل في تشرين الأول/أكتوبر 2022. وفاز زينباور مع فريقه في اثنتين فقط من اثنتي عشرة مباراة في الدوري الروسي. كان هناك أيضا ثلاث تعادلات وسبع هزائم، وخسر جميع المباريات الخمس الأخيرة، وآخرها بهزيمة 4-0 أمام فريق سوشي.
مدرب الرجاء البيضاوي الحالي
إذا كان زينباور لم يحظ بالنجاح في أوروبا، فإنه حقق نتائج ممتازة في أفريقيا، حيث درَّب نادي أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي من كانون الأول/ديسمبر 2019 إلى آب/أغسطس 2021، واحتل المدرب المركز الثالث مع فريقه مرتين وفاز أيضًا بمسابقة كأس MTN 8K لعام 2020³. ورغم النجاحات، غادر النادي في عام 2021. أوضح زينباور نهاية الفترة التي قضاها في جنوب إفريقيا لموقع "Sport1": "كان ذلك بشكل أساسي لأسباب عائلية. من المعروف أن ابني تعرض لحادث مروري خطير، لذلك أردت فقط أن أكون معه ومع عائلتي أكثر".
الآن، يستعد زينباور لخوض تجربة جديدة في المغرب، حيث سيلتحق بالرجاء البيضاوي، الذي يعد من أكبر الأندية في المغرب وأفريقيا. وقال زينباور في تصريحات لموقع "Sport1": "أنا سعيد جدا بالانضمام إلى الرجاء، فهو نادي عريق وله تاريخ كبير وجماهير وفية. أتطلع إلى التعرف على اللاعبين والجهاز الفني والإداري والعمل معهم بروح الفريق".
وأضاف: "أهدافي مع الرجاء هي الفوز بالدوري المغربي والمنافسة على الألقاب الإفريقية، خاصة دوري أبطال إفريقيا، التي وصل الرجاء إلى نصف نهائيها في الموسم الماضي. أعلم أن هذه التحديات لن تكون سهلة، لكنني متحمس لمواجهتها".
ومن المتوقع أن يصل زينباور إلى المغرب في 10 سبتمبر 2023، لإجراء فحص طبي والتوقيع على عقده مع الرجاء. وسيلتحق بالتدريبات في 12 سبتمبر 2023، استعدادا لأولى مباراته في 18 سبتمبر 2023، ضد نادي حسنية أكادير، ضمن منافسات الجولة الثانية من الدوري المغربي.
ولكن من سيكون مساعدي زينباور في مهمته مع الرجاء؟ حسب مصادر إعلامية مغربية، فإن زينباور سيرافقه مساعده الألماني كلاوس دافيل، الذي عمل معه في أورلاندو بايرتس. كما سيرافقه المدرب المغربي ياسين بامو، الذي كان يشغل منصب مدير رياضي في نادي شاتورو في فرنسا . وسيلتحق بالجهاز الفني أيضًا المحلل التكتيكي المغربي عادل زروال، الذي عمل مع المدرب التونسي فوزي في نادي الترجي.
في ختام هذا المقال، نأمل أن نكون قدمنا لكم صورة واضحة عن مدرب الرجاء البيضاوي الجديد، جوزيف زينباور، الذي يسعى إلى تحقيق الألقاب مع النادي الأخضر. زينباور هو مدرب ذو خبرة وكفاءة، وله سجل تدريبي جيد في أفريقيا، رغم بعض الفشل في أوروبا. وهو يمتلك رؤية تكتيكية وفلسفة لعب تناسب طموحات الرجاء وجماهيره. وهو يحظى بدعم كبير من إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين. فهل سينجح زينباور في تحقيق حلم الرجاء بالتتويج بالدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا؟ هذا ما سنكتشفه في الموسم الجديد، الذي يبدأ بعد أسابيع قليلة. نتمنى لكم متابعة ممتعة وشكرا لقراءتكم.