نادي الرجاء البيضاوي هو أحد أشهر الأندية الرياضية في المغرب وإفريقيا، ويتمتع بشعبية كبيرة بين محبي كرة القدم. تأسس النادي في 20 مارس 1949 من قبل مجموعة من النقابيين والمقاومين المغاربة في حي درب السلطان بالدار البيضاء، واختاروا له اللون الأخضر رمزا للأمل والحياة. يعتبر الرجاء نادي الشعب، لأنه يمثل طبقة الفقراء والمظلومين، ويحظى بدعم جماهيري واسع في جميع أنحاء المغرب وخارجه.
في هذا المقال، على موقعنا المميز البعيادي سنتعرف على تاريخ نادي الرجاء البيضاوي منذ تأسيسه إلى يومنا هذا، وسنستعرض أبرز إنجازاته المحلية والقارية والدولية، وسنذكر بعض من أشهر لاعبيه ومدربيه ورؤسائه. كما سنتحدث عن أهم المباريات التي خاضها النادي مع منافسيه التقليديين، خصوصا الوداد البيضاوي في ديربي كازابلانكا، والجيش الملكي في كلاسيكو المغرب.
تأسيس الرجاء والبدايات بعد الاستقلال (1949-1959)
تأسس نادي الرجاء البيضاوي في 20 مارس 1949 من قبل مجموعة من المقاومين والنقابيين المغاربة في حي درب السلطان، وذلك بعد أن تم تفكيك نادي الأولمبية بإجبار من قبل سلطات الحماية الفرنسية. كان من بين مؤسسي الرجاء شخصية بارزة في التاريخ المغربي، هو محمد المعطى بوعبید، أول رئیس للحکومة المغربیة بعد استقلال المغرب عام 1956. اختار مؤسسو الرجاء اسم "الرجاء" لأنه يعبر عن رغبتهم في تحقیق حلم استقلال المغرب، واللون "الأخضر" لأنه يرمز إلى لون علم المغرب.
فی أول سنة من تأسیسه، شارك نادي الرجاء فی دوری لفئات صغیرة، ثم تأھل إلى دوری لفئات كبرى. فی عام 1951، حصل نادی الرجاء على رخصة رسمیة للعب فی دوری لفئات كبرى. فی عام 1956، شارك نادی الرجاء فی أول دوری مغربی بعد استقلال المغرب، وحافظ على مكانته فی قسم المحترفین إلى یومنا هذا. فی عام 1957، فاز نادی الرجاء بأول كأس له، وهو كأس الاستقلال، بعد أن تغلب على الوداد البیضاوي بنتیجة 2-1.
أول النجاحات والألقاب (1960-1982)
في سنوات الستينات والسبعينات، شهد نادي الرجاء تطورا ملحوظا في مستواه وأدائه، وحقق عدة إنجازات محلية وقارية. في عام 1964، فاز نادي الرجاء بأول لقب له في البطولة المغربية، بعد أن تصدر الترتيب بفارق نقطة واحدة عن الوداد البيضاوي. في عام 1968، حصل نادي الرجاء على لقبه الثاني في البطولة المغربية، بعد أن تفوق على المغرب التطواني بفارق خمس نقاط. في عام 1974، فاز نادي الرجاء بكأس العرش للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن هزم نادي شباب المحمدية بنتيجة 3-1.
في سنوات الثمانينات، حقق نادي الرجاء إنجازا تاريخيا على المستوى الإفريقي، وهو فوزه بكأس إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس في عام 1989. كان هذا هو أول لقب قاري للرجاء وللكرة المغربية. تأهل نادي الرجاء إلى هذه المسابقة بعد فوزه بكأس العرش في عام 1988. في مشواره نحو اللقب، تغلب نادي الرجاء على أندية قوية من مختلف دول إفريقيا، مثل غور ماهيا من كينيا، والميرغني من السودان، والترجي التونسي، والإتحاد من ليبيا. في المباراة النهائية، التقى نادي الرجاء بنادي أورلاندو بايرتس من جنوب إفريقيا، وتعادلا ذهابا بهدف لمثله في جوهانسبرغ، ثم انتصر الرجاء إيابا بهدف دون رد في الدار البيضاء، سجله رضى حكموش.
الحقبة الذهبية (1995-2006)
فی سنوات التسعینات والألفیة الأولى، عاش نادی الرجاء حقبة ذھبیة فی تاریخھ، حیث حصد عدة ألقاب محلیة وقاریة ودولیة. فی عام 1995، فاز نادی الرجاء بكأس إفریقیا للأندیة أبطال
الدوري، بعد أن تفوق على نادي الزمالك المصري في المباراة النهائية، التي انتهت بنتيجة 3-1 للرجاء. في عام 1996، فاز نادي الرجاء بكأس السوبر الإفريقي، بعد أن هزم نادي شوتينغ ستارز من نيجيريا بنتيجة 4-1. في عام 1997، فاز نادي الرجاء بكأس العرب للأندية، بعد أن تغلب على نادي الهلال السوداني في المباراة النهائية، التي انتهت بركلات الترجيح.
في سنوات الألفية الأولى، استمر نادي الرجاء في تحقيق الإنجازات المحلية والقارية. في عام 2000، فاز نادي الرجاء بالبطولة المغربية للمرة الثالثة في تاريخه، بعد أن حقق 75 نقطة من 30 مباراة. في عام 2001، فاز نادي الرجاء بكأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعد أن تفوق على نادي هارتلاند من نيجيريا في المباراة النهائية، التي انتهت بنتيجة 3-2 للرجاء. في عام 2002، فاز نادي الرجاء بكأس السوبر الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعد أن هزم نادي كانو بيلارز من نيجيريا بنتيجة 2-0. في عام 2003، شارك نادي الرجاء في كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه، وحصل على المركز الثالث، بعد أن تغلب على نادي مونتيري من المكسيك بنتيجة 3-2.
مشاكل وانتعاش (2007-2023)
فی سنوات مابین 2007 و2016، مر نادی الرجاء بفترة صعبة فی تاریخھ، حیث تعانى من مشاکل مالیة وإداریة وفنیة. فی هذه الفترة، لم یحصل نادی الرجاء على أی لقب محلی أو قاری. كما شھد نادی الرجاء تغیرات كثیرة فی رئاسة النادی والطاقم التقنی واللاعبین. أبرز رؤساء النادی فی هذه المرحلة هم محمد بودریقة وسعید حسبان ومحمد أوزال. أبرز المدربین فی هذه المرحلة هم جوزى روماو وفاتح تیرین وخوسى راموس وخوان كارلوس غاریدو.
فی سنوات مابین 2017 و2023، شھد نادی الرجاء انتعاشة فی مستواه وأدائه، وحقق عدة إنجازات محلیة وقاریة. فی عام 2017، فاز نادی الرجاء بكأس العرش للمرة السابعة فی تاریخھ، بعد أن تغلب على نادی الدفاع الحسنی الجدیدی بنتیجة 3-1. فی عام 2018، فاز نادی الرجاء بكأس الكونفدرالیة الإفریقیة للمرة الأولى فی تاریخھ، بعد أن تفوق على نادی فيتا كلوب من الكونغو الديمقراطية فی المباراة النهائیة، التي انتھت بنتیجة 4-3 للرجاء. فی عام 2019، شارك نادی الرجاء فی كأس العالم للأندية للمرة الثانیة فی تاریخھ، وحصل على المركز الخامس، بعد أن تغلب على نادي أل سد من قطر بنتيجة 2-1. فی عام 2020، فاز نادي الرجاء بالبطولة المغربية للمرة الرابعة في تاريخه، بعد أن حقق 80 نقطة من 30 مباراة.
في عام 2021، فاز نادي الرجاء بكأس محمد السادس للأندية الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن تفوق على نادي التعاون من السعودية في المباراة النهائية، التي انتهت بنتيجة 2-0 للرجاء. في عام 2022، فاز نادي الرجاء بكأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن تغلب على نادي الترجي التونسي في المباراة النهائية، التي انتهت بنتيجة 3-1 للرجاء. في عام 2023، شارك نادي الرجاء في كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخه، وحصل على المركز الثاني، بعد أن خسر أمام نادي بايرن ميونخ من ألمانيا بنتيجة 2-0.
في هذا المقال، قمنا بالتعرف على تاريخ نادي الرجاء البيضاوي منذ تأسيسه إلى يومنا هذا. رصدنا أبرز إنجازاته المحلية والقارية والدولية. ذكرنا بعض من أشهر لاعبيه ومدربيه ورؤسائه. تحدثنا عن أهم المباريات التي خاضها النادي مع منافسيه التقليديين. نادي الرجاء هو نادٍ عريق ومشهور في المغرب وإفريقيا والعالم. يحظى بشعبية كبيرة وولاء قوي من جماهيره. يمثل رمزًا للأمل والحضارة والانتصار. يستحق كل التقدير والإحترام.