العين والنصر في ربع دوري أبطال آسيا |
يستعد العين الإماراتي والنصر السعودي لخوض مباراتي الذهاب والإياب في ربع نهائي دوري أبطال آسيا 2024، في مواجهة تعد من أقوى وأمتع اللقاءات في البطولة القارية. فكلا الفريقين يمتلك تاريخا حافلا بالإنجازات والمواهب، ويسعى لتحقيق حلم الفوز باللقب الغائب عن خزائنه.
قد يهمك: ما القنوات الناقلة لمباراة العين والنصر في دوري أبطال آسيا 2023-2024 وكيف تشاهدها عبر الإنترنت؟
تاريخ من الصراعات والمنافسة
ليست هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها العين والنصر في دوري أبطال آسيا، فقد سبق لهما أن تواجها في دور المجموعات لنسخة 2020، وتبادلا الفوز بعدما كسب الفريق السعودي على ملعب منافسه ذهابا 2-1، ورد الإماراتي إيابا 1-صفر. وقدم الفريقان مستويات جيدة في النسخة الحالية، وحقق العين خمس انتصارات وخسارة وحيدة في دور المجموعات، ويطمح إلى استكمال عروضه القوية رغم صعوبة المهمة أمام النصر المدجج بالنجوم والذي حقق بدوره ستة انتصارات وتعادلين.
ويعد العين أحد أبرز الأندية الإماراتية والآسيوية، حيث توج بلقب دوري أبطال آسيا عام 2003، ووصل إلى نهائي البطولة عام 2016، وشارك في كأس العالم للأندية أربع مرات، وحقق المركز الثالث عام 2018. كما يمتلك العين 13 لقبا محليا، منها 8 بطولات دوري و4 كؤوس رئيس الدولة وكأس السوبر. ويضم العين في صفوفه عددا من اللاعبين المميزين، مثل الدولي المغربي سفيان رحيمي، والأرجنتيني ماتياس بالاسيوس، والتوغولي لابا كودجو، والبارغوياني اليخاندرو روميرو \"كاكو\"، والدولي الإماراتي خالد عيسى.
أما النصر فهو أحد أعرق الأندية السعودية والعربية، حيث حقق 8 بطولات دوري و6 كؤوس ملك و3 كؤوس ولي العهد و4 كؤوس السوبر. كما توج النصر بلقبي كأس الكؤوس والسوبر الآسيوي عام 1998، وخاض كأس العالم للأندية عام 2000، ووصل إلى نهائي دوري أبطال آسيا عام 1996. ويضم النصر في صفوفه نخبة من النجوم العالميين، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي أندرسون تاليسكا، والسنغالي ساديو ماني.
قد يهمك: العين والنصر.. تاريخ من الصراع والمنافسة في دوري أبطال آسيا
تطلعات وتحديات في ربع النهائي
تقام مباراة الذهاب في 4 مارس (آذار) على إستاد هزاع بن زايد في العين، بينما يستضيف ملعب الأول بارك لقاء الإياب في 11 من الشهر نفسه بالعاصمة السعودية الريادة الرياض. ويتوقع أن تشهد المباراتان حضورا جماهيريا كبيرا ومتابعة إعلامية واسعة، نظرا لأهمية اللقاء وشعبية الفريقين في المنطقة.
ويدخل العين اللقاء بتفاؤل وثقة، معتمدا على خبرته وتنوعه الهجومي، ومحاولا استغلال عاملي الأرض والجمهور في مباراة الذهاب، والحفاظ على التركيز والانضباط في مباراة الإياب. ويأمل العين في تجاوز عقبة النصر والوصول إلى نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، والمنافسة على اللقب الذي غاب عنه منذ 21 عاما.
ويدخل النصر اللقاء بطموح وإصرار، معتمدا على قوته وجودته الفنية، ومحاولا فرض سيطرته وأسلوبه في كلا المباراتين، والاستفادة من الفرص والأخطاء التي قد يرتكبها الخصم. ويأمل النصر في تجاوز عقبة العين والوصول إلى نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخه، والمنافسة على اللقب الذي غاب عنه منذ 28 عاما.
نجوم ومدربين وجماهير في دور بارز
لا شك أن المواجهة بين العين والنصر ستكون مليئة بالإثارة والمتعة، وستشهد تألقا لعدد من النجوم الذين يمكنهم صناعة الفارق في أي لحظة. من جانب العين، يبرز كودجو لابا، الذي يعد رابع هداف هداف البطولة حتى الآن برصيد 6 أهداف، ويمتلك مهارات وسرعة وقدرة على التسجيل. كما يلفت الأنظار الأرجنتيني ماتياس بالاسيوس، الذي يشكل ثنائيا متفاهما مع رحيمي، ويتميز بالتحركات الذكية والتسديدات القوية. ولا يمكن إغفال دور الدولي الإماراتي خالد عيسى، الذي يحرس عرين العين ببراعة، ويتصدى للكرات الصعبة بشجاعة.
من جانب النصر، يبرز البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يعد أحد أفضل لاعبي العالم على الإطلاق، ويمتلك خبرة وموهبة وقوة وإصرار، ويسجل الأهداف في الأوقات الحاسمة. كما يلفت الأنظار البرازيلي أندرسون تاليسكا، الذي يشكل ثنائيا متفاهما مع رونالدو، ويتميز بالتمركز الجيد والتسديدات الصاروخية. ولا يمكن إغفال دور الدولي السنغالي ساديو ماني.
وبالإضافة إلى النجوم، فإن المدربين لهم دور كبير في تحديد مصير المواجهة، فالعين يقوده المدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو، الذي يمتلك خبرة واسعة في تدريب الأندية الأوروبية والإفريقية والآسيوية، ويعرف كيف يواجه الفرق الكبيرة ويحقق النتائج المرجوة. والنصر يقوده المدرب البرتغالي لويس كاسترو، الذي يمتلك سيرة ذاتية مميزة في تدريب الأندية البرتغالية والبرازيلية والسعودية، ويعرف كيف يبني فريقا قويا ومتكاملا ويحقق الألقاب الغالية.
وبالطبع، لا يمكن نسيان دور الجماهير، التي تشكل العنصر الرابع في الملعب، وتدعم فريقها بحماس وولاء، وتحفزه على تقديم أفضل ما لديه، وتشاركه فرحة الانتصار أو حزن الخسارة. ويتوقع أن تملأ الجماهير مدرجات الملاعب في الذهاب والإياب، وتخلق أجواء رائعة ومشوقة، تليق بمستوى وأهمية المواجهة.
في الختام، يمكن القول أن المواجهة بين العين والنصر هي قصة رحلة البحث عن اللقب الآسيوي، الذي يحلم به كلا الفريقين منذ سنوات طويلة، والذي يمثل تتويجا لمسيرة مشرفة ومجهود كبير. ويمكن أيضا القول أن المواجهة هي صراع بين التاريخ والحاضر، بين الخبرة والجودة، بين الإثارة والمتعة. ولكن من سيحقق الحلم الآسيوي؟ هل سيكون العين الذي يسعى لاستعادة مجده القديم، أم النصر الذي يسعى لتحقيق إنجاز تاريخي؟ الإجابة ستكون في مباراتي الذهاب والإياب، التي ستحدد من هو الأقوى والأفضل في آسيا.