الوداد الرياضي هو أحد أشهر وأعرق الأندية الرياضية في المغرب وإفريقيا. يلقب بـ"وداد الأمة" أو "وداد المقاومة" لدوره البارز في نضال الشعب المغربي ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني. يتميز الوداد بتاريخ غني بالإنجازات والألقاب على المستويين المحلي والقاري والدولي. في هذا المقال، على موقعنا البعيادي سنستعرض أبرز محطات تاريخ الوداد الرياضي وأهم الألقاب التي حصدها في مختلف الرياضات والمنافسات.
 |
| الوداد الرياضي: تاريخ من الإنجازات والألقاب |
تأسيس النادي وبداياته
تأسس الوداد الرياضي في 8 مايو 1937 من قبل مجموعة من الشباب المغاربة الذين كانوا يمارسون كرة الماء في المسبح البلدي بالدار البيضاء. كان من بينهم محمد بنجلون التويمي، الذي اختار اسم النادي وشعاره وألوانه. اختار اسم "الوداد" ليعبر عن التآخي والتضامن بين أفراد النادي والشعب المغربي. اختار شعار النادي على شكل قلب محاط بالألوان الوطنية: الأحمر والأخضر. اختار الألوان الحمراء والبيضاء لزي النادي لتمثيل الدم والحليب، رمزين للحياة والخير.
في البداية، كان الوداد يمارس فقط كرة الماء، لكن سرعان ما توسعت نشاطاته لتشمل كرة السلة في 1938 وكرة القدم في 1939. كان مؤسس النادي محمد بن الحسن العفاني، المعروف بـ"الأب جيكو"، هو المسؤول عن تدريب وتسيير فريق كرة القدم. بعد ذلك، أنشئت فروع أخرى في كرة اليد والدراجات والرغبي والطائرة وغيرها من الرياضات.
النضال ضد الاستعمار والمشاركة في الحركة الوطنية
كان الوداد الرياضي أكثر من مجرد نادي رياضي، بل كان أيضا منبرا للتعبير عن المطالب الوطنية والمشاركة في الحركة الوطنية. كان الوداد يستقبل في مقره العديد من الزعماء الوطنيين والمناضلين والمثقفين، مثل محمد الخامس والعلامة الإدريسي وعبد الخالق التريس ومحمد الزرقطوني وغيرهم. كان الوداد ينظم مظاهرات وإضرابات ومهرجانات وحملات توعوية للتنديد بالظلم والاستبداد والاستغلال الذي كان يمارسه المستعمر الفرنسي والإسباني على الشعب المغربي. كان الوداد يدعم أيضا المقاومة المسلحة في الريف والأطلس والصحراء.
بسبب هذا النضال، تعرض الوداد للملاحقة والقمع والتضييق من قبل السلطات الاستعمارية، التي حاولت منعه من ممارسة الرياضة والتواصل مع الجماهير. تم اعتقال وتعذيب وإعدام العديد من أعضاء ولاعبي ومسؤولي النادي، مثل محمد بنجلون ومحمد العفاني ومحمد الزرقطوني ومحمد البوزيدي وغيرهم. تم إغلاق مقر النادي ومصادرة ممتلكاته وحرمانه من المنح والدعم. تم حظر النادي من المشاركة في البطولات والمنافسات الرياضية، وتم تغيير اسمه إلى "النادي الأولمبي البيضاوي" في 1953.
لكن الوداد لم يستسلم للضغوط والتهديدات، بل واصل نضاله بشجاعة وإصرار، وحافظ على هويته وانتمائه الوطني. كان الوداد يرفع العلم المغربي وينشد النشيد الوطني في كل مباراة ومناسبة. كان الوداد يستغل كل فرصة للتواصل مع الجماهير وتحريضها على الانخراط في النضال من أجل الاستقلال والحرية. كان الوداد يتضامن مع الأندية الأخرى التي كانت تعاني من نفس المصير، مثل الرجاء الرياضي والجيش الملكي والمغرب التطواني وغيرها.
الإنجازات والألقاب بعد الاستقلال
بعد استقلال المغرب في 1956، استعاد الوداد اسمه ومقره ونشاطه الرياضي. أصبح الوداد أحد أبرز الأندية في المغرب وإفريقيا والعالم. حقق الوداد العديد من الإنجازات والألقاب في مختلف الرياضات والمنافسات. فيما يلي بعض من أهم الألقاب التي حصل عليها الوداد في تاريخه:
- في كرة القدم: حقق الوداد الرياضي 22 بطولة مغربية، وهو رقم قياسي. حقق أيضا 9 كؤوس مغربية و9 كؤوس العرش و3 كؤوس الكونفدرالية الإفريقية و2 دوري أبطال إفريقيا وكأس السوبر الإفريقي وكأس العالم للأندية الأفرو-آسيوية. كان الوداد الرياضي أول نادي مغربي وعربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز العالمي في عام 1997. كان الوداد الرياضي أيضا أول نادي مغربي وعربي وإفريقي يصل إلى نهائي كأس العالم للأندية في عام 2017.
- في كرة السلة: حقق الوداد 19 بطولة مغربية و11 كأس مغربية وكأس العرب وكأس الأمم الإفريقية للأندية. كان الوداد أول نادي مغربي وعربي وإفريقي يحقق هذا اللقب القاري في 1992.
- في كرة اليد: حقق الوداد 12 بطولة مغربية و9 كأس مغربية وكأس العرب وكأس الأمم الإفريقية للأندية. كان الوداد أول نادي مغربي وعربي وإفريقي يحقق هذا اللقب القاري في 1989.
- في كرة الطائرة: حقق الوداد 6 بطولات مغربية و4 كؤوس مغربية وكأس العرب.
- في الدراجات: حقق الوداد 3 بطولات مغربية وكأس العرب وكأس الأمم الإفريقية.
- في الرغبي: حقق الوداد بطولة مغربية وكأس مغربية.
- في الجودو: حقق الوداد بطولة مغربية وكأس مغربية.
- في الكاراتيه: حقق الوداد بطولة مغربية وكأس مغربية.
- في الشطرنج: حقق الوداد بطولة مغربية وكأس مغربية.
الجماهير والملعب والشركاء
يتمتع الوداد الرياضي بجماهير غفيرة ومخلصة ومتعطشة للنجاح. تعتبر جماهير الوداد من أفضل وأوفى وأشد الجماهير في المغرب وإفريقيا والعالم. تتابع جماهير الوداد مباريات النادي بحماسة وتشجيع وتفاعل، سواء في الملعب أو عبر وسائل الإعلام. تساند جماهير الوداد النادي في السراء والضراء، وتدافع عنه في كل المحافل والمناسبات. تشكل جماهير الوداد قوة داعمة ومحفزة للاعبين والمسؤولين والمدربين.
يملك الوداد الرياضي ملعبه الخاص، وهو **ملعب محمد الخامس**، الذي يقع في قلب مدينة الدار البيضاء. يتسع الملعب لأكثر من **67 ألف متفرج**، وهو مجهز بأحدث التقنيات والمرافق. يعتبر ملعب محمد الخامس من أجمل وأحدث الملاعب في المغرب وإفريقيا والعالم. يستضيف الملعب مباريات الوداد الرياضي في البطولة والكأس والمنافسات القارية والدولية. يشهد الملعب أجواء رائعة ومميزة في كل مباراة، بفضل تفاعل وتحفيز جماهير الوداد.
يحظى الوداد الرياضي بشركاء ورعاة وداعمين من القطاعين العام والخاص. من بين هؤلاء الشركاء، نذكر: المكتب الوطني للكهرباء والماء، والمكتب الوطني للسكك الحديدية والمكتب الوطني للمطارات، والمكتب الشريف للفوسفاط، والبنك الشعبي، واتصالات المغرب، وسامسونغ، وأديداس، وغيرهم. هذه الشركاء يقدمون للوداد الرياضي الدعم المادي والمعنوي والتقني، ويساهمون في تطوير وتحسين أداء النادي وتحقيق أهدافه.
الرؤية والأهداف والقيم
يسعى الوداد الرياضي إلى أن يكون ناديا رياضيا متكاملا ومتميزا ومتجددا ومنافسا. يهدف الوداد إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والألقاب على المستويين المحلي والقاري والدولي. يطمح الوداد إلى توسيع قاعدة جماهيره ومحبيه وأنصاره في المغرب وإفريقيا والعالم. يرغب الوداد في تطوير وتحسين بنيته التحتية وموارده البشرية وماليته وإدارته.
ينطلق الوداد الرياضي من قيم ومبادئ ومعايير عالية في تسيير شؤونه وممارسة نشاطاته. من بين هذه القيم، نذكر: الانتماء الوطني، والتضامن الاجتماعي، والتنوع الثقافي، والاحترام المتبادل، والنزاهة الأخلاقية، والتميز الرياضي، والابتكار الفني**. يحرص الوداد على تطبيق هذه القيم في كل تعاملاته وعلاقاته مع الجهات الرسمية والخاصة والإعلامية والجماهيرية.
في هذا المقال، قمنا بعرض ملخص عن تاريخ الوداد الرياضي وأهم الإنجازات والألقاب التي حققها في مختلف الرياضات والمنافسات. كما تحدثنا عن جماهير الوداد وملعبه وشركائه ورؤيته وأهدافه وقيمه. يمكننا القول إن الوداد الرياضي هو نادي رياضي عريق ومتميز ومنافس، يحظى بحب واحترام وتقدير الشعب المغربي والإفريقي والعالمي. نتمنى للوداد الرياضي مزيدا من التألق والنجاح والتفوق في المستقبل.